خالف جميع من تقدم مالك وعقيل ومعمر إذ قالوا عن الزهرى عن سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً وهذا أصح من جميع من روى عن الزهرى وقد تابعهم يونس بن يزيد الأيلى إلا أنه قصر الحديث على الزهرى فلم يجاوزه كقرنائه وقد مال أبو حاتم إلى تصحيح من قال عن الزهرى عن سعيد مرسلاً.
1196/ 31 - وأما حديث عتاب:
فرواه أبو داود 2/ 257 والنسائي 5/ 109 والترمذي في الجامع 3/ 27 والعلل ص 104 وابن ماجه 1/ 582 وابن خزيمة 4/ 41 و 42 وابن حبان 5/ 118 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 39 وأحكام القرآن 1/ 346 وابن أبى عاصم في الصحابة 1/ 403 و 404 والطبراني في الكبير 17/ 162 والدارقطني في السنن 2/ 132 و 133 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 413 والبيهقي 4/ 121 و 122 والخطيب في تلخيص المتشابه 2/ 774 وأبو عبيد في الأموال ص 583:
من طريق محمد بن صالح التمار وعبد الرحمن بن إسحاق وعبد الرحمن بن عبد العزيز والسياق للتمار كلهم عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم -"كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم" والسياق للترمذي.
وقد اختلف فيه على الزهرى فساقه من تقدم موصولاً ولم أره عن التمار إلا كذلك وأما قريناه فلم يتحد الوصل عنهما فقد حكى ابن أبى حاتم في العلل 1/ 213 أن عبد الرحمن بن إسحاق رواه عن الزهرى عن سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عتاب بن أسيد. يعنى بذلك أنه أرسله وذلك كذلك عند النسائي إلا أن صورة الوصل عن عبد الرحمن قد جاءت كذلك عند ابن خزيمة وأما عبد الرحمن بن عبد العزيز فقال عن الزهرى عن سعيد عن المسور بن مخرمة عن عتاب. فزاد في الإسناد من تقدم ذكره إلا أن الطريق إلى عبد الرحمن بن عبد العزيز لا تصح إذ رواه عنه الواقدى وقد كذب.
وعلى أي بالمقارنة بين كون الحديث موصولاً من مسند عائشة أم عتاب صوب البخاري كونه من مسند عتاب ولا يلزم من ذلك صحة الحديث على جهة الإطلاق لأمرين: لأن الصواب عن الزهرى الإرسال كما تقدم في حديث عائشة ولأن سعيد بن المسيب لا سماع له من عتاب كما قال أبو داود في السنن.