وَيُقَال للْأمة: الْمَدِينَة، لِأَنَّهَا مَمْلُوكَة مذللة، قَالَ الأخطل:
(ربت وَربا فِي حجرها ابْن مَدِينَة ... يظل على مسحاته يتركل)
يُرِيد ابْن أمة.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه
أَحدهَا: مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق} ، وفيهَا: {مَا كَانَ لأهل الْمَدِينَة وَمن حَولهمْ من الْأَعْرَاب أَن يتخلفوا عَن رَسُول الله} .
الثَّانِي: مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَدخل الْمَدِينَة على حِين غَفلَة من أَهلهَا} .
وَالثَّالِث: الْحجر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط} .
وَالرَّابِع: انطاكية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَأما الْجِدَار فَكَانَ لغلامين يتيمين فِي الْمَدِينَة} .
وَالْخَامِس: مَدِينَة أَصْحَاب الْكَهْف. قَالَ مقَاتل: وَاسْمهَا أفسوس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَابْعَثُوا أحدكُم بورقكم هَذِه إِلَى الْمَدِينَة} .