قَالَ الزّجاج: الإِمَام: الَّذِي يؤتم بِهِ، وَيفْعل كَفِعْلِهِ، ويقصد مَا قَصده، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} ، أَي: فاقصدوا.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الإِمَام فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْمُتَقَدّم فِي الْخَيْر، المقتدى بِهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا} .
وَالثَّانِي: الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} ، أَي: بِكِتَابِهِمْ، أَو قيل: بِنَبِيِّهِمْ.
وَالثَّالِث: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وكل شَيْء أحصيناه فِي إِمَام مُبين} .
وَالرَّابِع: الطَّرِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وإنهما لبإمام مُبين} .