وقد بسطت فيها الرياض درانكا ... من الوشي إلا أنها ليس ترفع

وغرد فيها الطير بالنصر واكتست ... زرابي من انوارها لا تتوشع

سقاها فرواها بك الله آنفاً ... فنعم مراد الصيف والمتربع

وما جهلت مصر وقد قيل من لها ... بأنك ذاغك الهبرزي السميدع

وأنك دون الناس فاتح قفلها ... فأنت لها المرجو والمتوقع

فان يك في مصر رجال حلومها ... فقد جاءهم نيل سوي النيل يهرع

ويممهم من لا يغير بنعمة ... فيسلبهم لكن يزيد فيوسع

ولو قد حططت الغيث من عقر دارهم ... كشفت ظلام المحل عنهم فامرعوا

وداويتهم من ذلك الداء إنه ... إلى اليوم رجز فوقهم ليس يقلع

وكفكفت عنهم من يجوز ويعتدي ... وأمنت منهم من يخاف ويجزع

إذا لرأوا كيف العطايا بحقها ... لسائلها منهم وكيف التبرع

وأنساهم الأخشيد من شسع نعله ... أعز من الأخشيد قدراً وارفع

سيغلم من ناواك كيف مصيره ... ويبصر من قارعته كيف يقرع

إذا صلت لم يكرم على السيف سيد ... وإن قلت لم يقدم على القول مصقع

تقيك الليالي والزمان وأهل ... ومصفيك محض الود المصنع

تعبت لكيما تعقب الملك راحة ... فمهلا فداك المستريح المودع

فاشفق على قلب الخلافة إنه ... حناناً واشفاقاً عليك مروع

تحملت أعباء الخلافة كلها ... وغيرك في أيام دنياه يرتع

فو الله ما ادري أصدرك في الذي ... تدبره أم فضل حلمك أوسع؟

وما بلغ الاسكندر الرتبة التي ... بلغت ولا كسرى الملوك وتبع

سموت من العليا إلى الرتبة التي ... ترى الشمس فيها تحت قدرك تضرع

إلى غاية ما بعدها لك غاية ... وهل خلف افلاك السموات مطلع

إلى أين تبغي ليس خلفك مذهب ... ولا لجواد في لحاقك مطمع

وقال يمدح المعو، وهو بالمنصورية بعد رجوعه من تشييع عسكر المنصور النافذ إلى مصر يصف القائد جوهر مقدم العسكر قال:

سقتني بما مجت شفاه الأ راقم ... وعاتبني فيها شفار الصوارم

عدتني إليها الحرب يصرف نابها ... وصلصال رعد في زئير الضراغم

فكيف بها نجدية حال دونها ... صعإليك نجد في متون الصلادم

أتى دونها نأي المزار وبعده ... وآساد أغيال وجن صرائم

واشوس غيران عليها حلاحل ... طويل نجاد السيف ماضي العزائم

ولو شئت لم تبعد علي خيامها ... ولو طنبت بين النجوم العواتم

وبات لها مني على ظهر سابح ... اشم أبي الظلم من آل ظالم

وأسدها جر الرياح على الثرى ... بايدي فتو الازد صفر العمائم

فهل تبلغيها الجياد كأنها ... أعنتها من طول لوك الشكائم

من الاعواجيات التي يرزق الغنى ... وتضمن أقوات النسور القشاعم

من اللاء هاجت للنوى اريحيني ... وهزت إلى فسطاط مصر قوادمي

فشيعت جيش النصر تشييع مزمع ... وودعته توديع غير مصارم

وقد كنت لا الوي على متن تركته ... ولكن عداني ما ثنى من عزائمي

فلو أنني استأثرت بالأذن وحده ... لسرت ولم أحفل بلومة لائم

طربت إلى يوم أوفيه حقه ... ليعلم أهل الشعر كيف مقاومي

وأصبو إلى مصر لساعة مشهد ... يعض لها غيابها بالأباهم

فان لم أشاهد يومها ملء ناظري ... أشاهده ملء السمع ملء الحيازم

وقد صورت نفسي لي الفتح صورة ... وشامته لي من غير نظرة شاتم

كذاك إذا قام الدليل الذي النهي ... على كون شيء كان ضربة لازم

على أنني قضيت بعض مأربي ... وأقررت عيني بالجيوش الخضارم

وأنست من أنصار دولة هاشم ... جحاجحة تسعى لدولة هاشم

ويمث في طرق الجهاد سبيلهم ... لأصلى كما يصلون لفح السمائم

وفارقتهم لا مؤثراً لفراقهم ... ولا مستخفاً بالحقوق اللوازم

فلله ما ضم السرادق والتقت ... عليه ظلال الخافقات الحوائم

فثم مصابيح الظلام وشيعه ال ... إمام وأسد المأزق المتلاحم

وفي الجيش ملأن به الجيش باسط ... يديه بقسطاس من العدل قائم

مدبر حرب لا بخيل بنفسه ... عليها ولا مستأثر بالغنائم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015