ما جيد غزلان الصريم إذا انثنى ... وإذا رنا ما لحظ ريم كناسها

ذو مقلة نعسى إذا شاهدتها ... أهدتك سهداً من فتور نعاسها

قم يا حبيبي لا برحت ممتعا ... داو القلوب من الكروب وآسها

واسمح وآنس باللقا يا مُنيتي ... ما دامت الأيام في إيناسها

شعر

تاج العارفين المصري وممن ذكره صاحب (السلافة) الشيخ تاج العارفين بن محمد بن أمين الدين المصري قال في حقه: لجة علم لا تدركها الدلاء، ومحجة فضل لا يفتقر سالكها إلى الادلاء، حل من رتب المعارف المحل الأسمى، ودل عرفانه على أن الاسم عين المسمى، وكان والده مفتي الحنفية بتلك الديار، وقطب الشريعة الذي عليه المدار، فنشأ ولده هذا في حجر العلم والعلى، وتحلى من الكمال بأشرف الحلى، وله أدب شاد من أبياته قصوراً، لا ترى الأسماع في إطالة إحسانها قصوراً، فمن رقيق نظمه الرائق قوله:

أذكرت ربعاً من أميمة أقفرا ... فأسلت دمعاً ذا شعاع أحمرا؟

أم شاقك الغادون عنك بسحرةٍ ... لما سروا وتيمموا أم القرى

زموا المطي وأعنقوا في سيرهم ... لله دمعي خلفهم لما جرى

ما قطرت للسير أجمال لهم ... إلا ودمعي في الخدود تقطرا

فكأن ظهر البيد بطن صحيفة ... وقطارهم فيها يحاكي الأسطرا

وكأنها بهوادج قد رفعت ... سفن ودمع العين يحكي الأبحرا

رحلوا وما عاجوا على مضناهم ... واهاً لحظي كيف كنت مؤخرا

إن كان جسمي في الديار مخلفاص ... فالقلب معهم حيث قالوا هجرا

أظهرت صبري بعدهم وتجلدي ... وكتمت وجدي فيهم مستبشرا

وغدا العذول يقول لي من بعدهم ... (بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا)

وقوله:

وحق من كون الأشياء تكوينا ... نار المحبة بالأشواق تكوينا

وكلما هب من نجد نسيم صبا ... أزمَّةُ الشوق للأحباب تلوينا

وكلما سار ركب لم نسر معه ... أجرى الدموع دماءً من أماقينا

هيهات نسلو وما نسلو محبتهم ... ولو أرونا من الهجران تلوينا

ساروا فراح فؤادي سائراً معهم ... يقفو الركائب في إثر المحبينا

جسمي بمصر وقلبي بالحجاز يرى ... من صدق حب وود حكما فينا

سقياً لأيامنا ما كان أطيبها ... بالرقمتين وما أحلى ليالينا

شعر

شهاب الدين الخفاجي وممن ترجم له صاحب (السلافة) شهاب الدين أحمد الخفاجي صاحب الريحانة قال في حقه: أحد الشهب السيارة، المقتحم من بحر الفضل لجة، وتياره فرع تهدل من زؤابة خفاجه، وفرد سلك سبيل البيان ومهد فجاجة، أجرى من ينبوع الفضل ما أخجل بمصر نيلها وبالشام سيحانه، وأهدى لمشام أرباب الأدب من رياض الأدب أطيب ريحانه، فمن شعره ما كتب في صدر قصيدة كتبها إلى أبي المعالي الطالوي:

قبلت مصطبحاً شفاه الأَكؤس ... والصبح يبسم لي بثغر ألعس

حتى بدت منه الغزالة واختفى ... مسك الدجى عند الجواري الكنس

والنهر سيف بالنسيم فرندهُ ... وله حمائل من خمائل سندس

أو صدر خود فتحت أطواقها ... أو شققت للوصل حلة أطلس

والطير تشدو والغصون رواقص ... في وشي ديباج الربيع السندسي

وعلى الخلاعة ليس جيدي عاطلاً ... من حلية المجد العزيز الأنفس

ولواعظ مرضى بها اعتل الصبا ... والصب بالسقم المبرح مكتسي

فتنت بأنفسها ففيها علة ... من وجدها وفتور مهجور نسي

فلكم قطفت ثمار لهو أينعت ... وغفلت عما قد جنى الزمن المسي

وطردت آمالي براحة عفتي ... إن التمني رأس مال المفلس

رام التلمس نزر شعري برهة ... فطرحته كصحيفة المتلمس

وكحلت طرفي بالسهاد صبابةً ... ووهبت نومي للعيون النعَّس

ونظرت خد الورد لما احمر من ... خجلٍ وقد بهتت عيون النرجس

قال صاحب (السلافة) ذكرت بهذه الأبيات قصيدة لي على هذا الوزن والروي راجعت بها السيد حسين بن علي بن شدقم الحسيني عن قصيدة مدح بها الوالد فأمرني بإجابته عنها فقلت وهو صدرها:

ماست فأزرت بالخصوم الميَّسِ ... وأتتك تخطو في غلائل سندسِ

وتبرجت جنح الظلام كأنها ... شمس تجلت في دياجي الحندس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015