هوى لك ما ألقاه يا عذبة اللمى ... وإلا فصعب ما أنا اليوم حامله

أكابد فيه الشوق والشوق قاتلي ... وأسأل ممن لم يجب من يسأله

تقي الله في قتل امرئ طال سقمه ... وإلا فإن الهجر لا شك قاتله

صليه فقد طال الصدود وقلما ... يعيش امرؤٌ والصد ممن يقاتله

حزين لما يلقاه فيك من الجوى ... فها هو مضني معين فإني كلما شئت نائله

فذاك أخي حامي الذمار وسيدي ... وذخير الذي ألقى به ما أحاوله

وذاك الذي لولاه ما عرف الندى ... ولا عرف التفضيل لولا فضائله

أغر همام يمتطي صهوة العلى ... فتعلوا به بين الأنام مناوله

فلا فخر إلا فخره وعلاؤه ... ولا جود إلا ما هو اليوم بازله

يعز إذا زلت أسود لدى الوغى ... وتسعد منه في الحروب قبائله

له بين أبناء الملوك مخائل ... فيا حبذا ذلك الفتى ومخائله

إذا ما أتاه سائل نال سؤله ... ونال جزيلاً فوق ما هو آماله

ويأتي إليه طالب الجود راغباً ... فيرجع مسروراً بما نال سائله

فيا ملجأي في النائبات ومن به ... إذا رمت أمراً في الزمان أوصاله

إليك فقد جاءتك مني قصيدة ... أتت تشكي دهراً تعدى تطاوله

ودم ذا علاء في البرايا وسؤدد ... رفيع مكان لاعلاء يطاوله

فراجعتة بقولي:

إليك فقلبي لا تقر بلابله ... إذا ما شدت فوق الغصون بلابله

تهيج له ذكرى حبيب مفارق ... زرود وحزوى والعقيق منازله

سقاهن صواب الدمع مني ووبله ... منازل لا صوب الغمام ووابله

يحل بها من لا أصلح باسمه ... غزال على بعد المزار أغازله

تقسمه للحسن عبل ودقة ... فرن وشاحاه وصمت خلاخله

وما أنا بالناسي ليالي بالحمى ... تقضت وورد العيش صفو مناهله

ليالي لا ظبي الصريم مصارم ... ولا ضاق صدرا بالصدور مواصله

وكم عاذل قلبي وقد لج في الهوى ... وما عادل في شرعة الحب عازله

يلومون جهلا بالغرام وإنما ... له وعليه بره وغوائله

فلله قلب قد تمادى صبابة ... على اللوم لا ينفك تغلى مراجله

وبالحلة الفيحاء من أبرق الحمى ... رداح حماها من قنا الخط ذابله

تميس كما ماس الرديني مائداً ... وتهز عجابا مثل ما أهتز عاملة

مهفهفة الكشحين طاوية الحشي ... فما مائد الغصن الرطيب ومائلة

تعلقها عصر الشبيبة والصبا ... وما علقت بي من زماني حبائله

حذرت عليها آجل العد والنوى ... فعاجلني من فادح البين عاجله

إلى الله يا أسماء نفساً تقطعت ... عليك غراما ما زال أزواله

وخطب بعاد كلما قلت هذه ... أواخره كرت علي أوائلة

لئن جار دهر بالتفرق واعتدى ... وغال التداني من دها البين غائله

فاني لأرجو نيل ما قد املته ... كما نال من يحيى الرغائب املة

كريم وفي إحسانه ونواله ... بما ضمنت للسائلين مخائله

من النفر الغر الذين بمجدهم ... تأطد ركن المجد واشتد كاهله

جواد يرى بذل النوال فريضة ... عليه فما زالت تعم نوافله

لقد ألبست نفس المعالي بروده ... وزرت على شخص الكمال غلائله

أجل همام أدرك المجد نيله ... وأدرك مولي سح بالفضل نائله

ولقد أيقنت المكارم أنها ... لتحيا بيحيى حين عمت فواضله

أخ لي ما زلت أواخي إخائه ... موطدة منها ببر يواصله

له همة نافت على الأوج رفعة ... تقاصر عنها حين همت تطاوله

لبهنك مجد يا ابن أحمد لم تزل ... فواضله مشهورة وفضائله

أبى الله إلا أن ينيف بك العلى ... ويعلي ها الفضل الذي أنت كافله

وما زلت تسعى في المكارم طالبا ... مقاما تناهى دونه من يحاوله

رويدك قد جزت الأنام بوثبة ... يشير لها من كل كف أنامله

سأشكرك ما أهديت لي من أزهار ... يجول عليها من ندى الحسن جائلة

ودم سالما من كل سوء مهنأ ... بما نلته دهرا وما أنت نائله

وأثني على ما صغته من قلائد ... تحلى بها من جيد مدحي عاطله

ودونكها من عض شكري وما عسى ... يفي بالذي أوليت ما أنا قائله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015