واستنشق الأرواح من كل وجهة ... فأعلم في أي الجهات خيامه

خذوا لي من البدر الذمام فإنه ... أخوه عسى أن لا يرد ذمامه

إلى العادل المأمول للدهر إن سطا ... به يتجلى ظلمه وظلامه

إلى ملك في العين يملأ سرجه ... ويملأ آفاق البلاد اهتمامه

أخو يقظات ليس يعرف طرفه ... غراراً سوى ما يحتويه حسامه

يقصر عنه المدح من كل مادح ... ولو كان من زهر النجوم نظامه

فيا ملك العصر الذي ليس غيره ... يرجى ويخشى عفوه وانتقامه

تقدم ذكر الجود قبلك في الورى ... وأصبح من ذكراك مسكاً ختامها

أمنت بلقياك الزمان وصرفه ... فغيري من يخشى عليه اهتضامه

وأصبحت من كل الخطوب مسلماً ... عليك من الله الكريم سلامه

ومن قوله

لئن صدقتني في الحديث ظنوني ... لقد نقلت سري وشاة جفوني

وبالرغم مني أن سراً أصونه ... يصير بدمعي وهو غير مصوني

وقد رابني يا أهل ودي أنكم ... مطلتم

وأنتم قادرون

ديوني

بروحي أنتم من رسولي إليكم ... ومن مسعدي في حبكم ومعيني

سلوا دمع عيني عن أحاديث لوعتي ... لتعرب عن تلك الشؤون شؤوني

فللدمع من عيني معينٌ يمده ... فإن تسألوه تسألوا أبن معين

على أن دمعي لا يزال يخونني ... ومن ذا الذي يرضى حديث خؤون

فلا تقبلوا للدمع عني روايةً ... فليس على سر الهوى بأمين

حلفت لكم أن لا أخون عهودكم ... وأعطيتكم عند اليمين يميني

وها أنا كالمجنون فيكم صبابة ... وحاشاكم ترضون لي بجنون

وهبكم في الحب عقلي راضيا ... ويا ليتكم أبقيتم لي ديني

أرى سقم جسمي قد حوته جفونكم ... فلا تأخذوا يا ظالمين جفوني

أأحبابنا إني ضنين بردكم ... وما كنت يوماً قبله بضنين

فمن ذا الذي أعتاض عنكم من الورى ... يكون حبيبي مثلكم وخديني

أحب من الأشياء ما كان فائقاً ... وما الدون إلا من يميل لدوني

وأهجر شرب الماء غير مصفق زلال وآكل الحم غير سمين

وإن قيل لي هذا رخيص تركته ... ولا أرتضي إلا بكل ثمين

فإني رأيت الشيء إن يغل قيمة ... يكن بمكان في القلوب مكين

لك الله زدني من حديث ذكرته ... ليسكن هذا القلب بعض سكون

وقل لي ولا تحلف فإنك صادق ... وقولك عندي مثل أف يمين

فوالله لا أرتاب فيما ذكرته ... ولم تختلج بالشك فيك ظنوني

وإن حديثاً أنت راويه إنني ... على ثقة منه وحسن يقين

كذلك تلقاني إذا ما اختبرتني ... يسر حفاظي صاحبي وقريني

إذا قلت قولاً كنت للقول فاعلاً ... وكان حيائي كافلي وضميني

تبشر عني بالوفاء بشاشتي ... وينطق نور الصدق فوق جبيني

مقاطيع أدبية

أحببت نقل بعض المقاطيع الأدبية في هذا الموضع فمن ذلك قول أبي الشيص، وأسمه محمد بن عبد الله:

وقائلة وقد بصرت بدمع ... على الخدين منحدر سكوب

أتكذب بالدموع وأنت جلد ... قديماً ما جسرت على الذنوب

قميصك والدموع تجول فيه ... وقلبك ليس بالقلب الكئيب

أما والله لو فتشت قلبي ... لسرك بالعويل وبالنحيب

كمثل قميص يوسف حين جاؤوا ... عليه عشيةً بالدم كذوب

دموع العاشقين إذا تلاقوا ... بظهر الغيب ألسنة القلوب

وللعباس بن الأحنف:

نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عينا لغيرك دمعها مدرار

من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للبكاء تعار

ومن قوله

وضعت خدي لأدني من يطيف بكم ... حتى احتُقرتُ وما مثلي بمحتقر

إذا أردت سلواً كان ناصركم ... قلبي وما أنا من قلبي بمنتصر

فأكثروا أو أقلوا من ملامكم ... فكل ذلك محمول على القدر

ولأبي أحمد العباس:

حر دعاه الهوى سراً فلباه ... طوراً فأضحك مولاه وأبكاه

فشُهِدت بالذي يخفي لواحظه ... وعدلتها بفيض الدمع عيناه

حاربتني إذ دعيت الود بعدك أن ... وكلت طرفي بنجم الليل أرعاه

الله يشهد أني لم أخنك هوى ... كفاك بينة أن يشهد الله

وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015