رمت المعالي فامتنعن ولم يزل ... أبداً يمانع عاشقاً معشوق

فصبرت حتى نلتهن ولم أقل ... ضجراً دواء الفارق التطليق

وله من جملة ابيات:

يا صاحبي قفالي واقضيا وطراً ... وحدثاني عن نجد بأخبار

هل روضت قاعة الوعساء أم مطرت ... خميلة الطلح ذات البان والغار

أم هل أبيت ودار دون كاظمة ... داري وسمار ذاك الحي سماري

تضوع أرواح نجد من ثيابهم ... عند القدوم لقرب العهد بالدار

ومن قوله في رقة النسيب:

يا ليلة السفح هلا عدت ثانية ... سقى زمانك هطال من الديم

ماض من العيش لو يفدى بذلت بها ... كرائم المال من خيل ومن نعم

لم أقض منك لبانات ظفرت ... بها

فهل لي اليوم إلا زفرة الندم

فليت عهدك إذا لم يبق لي أبداً ... لم يبق عندي عقابيلاً من السقم

تعجبوا من تمني القلب مؤلمة ... وما دروا انه خلو من الألم

ردوا علي ليالي التي سلفت ... لم أنسهن وما بالعهد من قدم

أقول للائم المهدي ملامته ... ذق الهوى وان اسطعت الملام لم

وظبية من ظباء الإنس عاطلة ... تستوقف العين بين الخمص والهضم

لو إنها بفناء البيت سارحة ... لصدتها وابتدعت الصيد في الحرم

قدرت منها بلا رقبى ولا حذر ... على الذي نام عن ليلي ولم انم

بتنا ضجيعين في ثوبي وتقىً ... يلفنا الشوق من فرع إلى قدم

وأمست الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الريط والكمم

يشي بنا الطيب أحيانا وآونة ... يضيئنا البرق مجتازاً على إضم

وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي ... مواقع اللثم في داج من الظلم

وبيننا عفة بايعتها بيدي ... على الوفاء بها والرعي للذمم

يولع الطل بردينا وقد نسمت ... رويحة الفجر بين الضال والسلم

وأكتم أصبح عنها وهي غافلة ... حتى تكلم عصفور على علم

فقمت انفض بردا ما تعلقه ... غير العفاف وراء الغيب والكرم

وألثمتني ثغراً ما عدلت به ... أرى الجنى ببنات الوابل الرزم

ثم انثنينا وقد رابت ظواهرنا ... وفي بواصننا بعد من التهم

يا حبذا لمة بالرمل ثانية ... ووقفة ببيوت الحي من امم

وحبذا نهلة من فيك باردة ... يعدي على حر قلبي بردها بفمي

دين عليك فإن تقضيه أحي به ... وان ابيت تقاضينا إلى حكم

عجبت من باخل عني بريقته ... وقد بذلت له دون الأنام دمي

ما ساعفتني الليالي بعد بينهم ... ولا بكيت هوى أيامنا أقدم

لا تطلبن لي الإبدال بعدهم ... فإن قلبي لا يرضى بغيرهم

ومن قوله:

ولي كبد من حب ظمياء أصبحت ... كذي الجرح ينكى يعد مارقي الدم

أصاب الهوى قلباً بعيداً من الهوى ... وما كل من يبغي السلامة يسلم

قال يمدح الخليفة الطائع لله، ويشكره على تكرم خصه، وجائزة سنية، وذلك في سنة 376:

أنا للركائب أن عرضن بمنزل ... وإذا القنوع أطاعني لم ارحل

لا أطلب المثري البخيل لحاجة ... أبداً وأقنع بالجواد المرمل

وأرى المعرض باللئيم كأنه ... أعشى اللحاظ يحز غير المفصل

ولرب مولى لا يغض جماحه ... طول العتاب ولا عناء العذل

يطغى عليك وأنت ألأم شعبه ... كالسيف يأخذ من بنان الصقيل

أبكي على عمر بجاذبه الردى ... جذب الرشاء عن القليب الأطول

أخلق بحبل مرسل في غمرة ... أن سوف ترفعه بنان المرسل

ما كنت أطرب للقاء ولا أرى ... قلقاً لبين الظاعن المتحمل

ألوي عناني عن منازلة الهوى ... وأصد عن ذكر اغزال المغزل

وأزور أطراف الثغور ودونها ... طعن يبرح بالوشيج الذبل

أأنال من عذب الوصال ودونه ... مر الاباء ونخوة المتدلل

ما كنت أجرع نطفة معسولة ... طوع المنى وإناؤها من حنظل

أعتيلة الحيين دونك فارفعي ... ما شئت من عذب القناع المسبل

هيهات يبلغك اللحاظ وبيننا ... هضب كخرطوم اغمام المقبل

أوطان غير للضيافة طلقة ... وسواك في اللأواء رحب المنزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015