لك قد ذابلة الوشيج ولونها ... لكن سنانك أكحل لا ازرق

ويقال انك ايكة حتى إذا ... غنيت قيل هو الحمام الأورق

يامن رشقت إلى السلو فردني ... سبقت جفونك كل سهم يرشق

لو في يدي سحر وعندي أخذلجعلت قلبك بعد حين يعشق

جسدي من الأعداء فيك لأنه ... لا يستبين لطرف طيف يرمق

لم يدر طيفك موضعي من مضجعي ... فعذرته في انه لا يطرق

جفت لديك منابعي ومنابتي ... فالدمع ينشع والصبابة تورق

وكأن أعلام الأمير مبشر ... نشرت على قلبي فأصبح يخفق

الخيزرانة تلتظي في كفه ... والتاج فوق جبينه يتألق

وكأن صوب حياً وصعقه بارق ... ما ضم منه نديه والمأزق

متباعد الطرفين جود غافل ... عما يحل به وعزم مطرق

بأس كما جمد الحديد وراءه ... كرم يسيل كما يسيل الزئبق

لا تعجب الأملاك كثرة مالهم ... النبع أصلب والأراكة أورق

ضدان فيه لمعتد ولمعتف ... السيف يجمع والعطاء يفرق

ومنها:

وبنو الحروب على الحرابي التي ... تردي كما تردي الجياد السبق

خاضت غدير الماء سابحة به ... فكأنما هي في سراب أنيق

ملأ الكماة بطونها وظهورها ... فأتت كما يأتي السحاب المغدق

وقال فيه:

رأت بك أوجه العليا مباها ... وعاد على لواحظها كراها

وجاءت فيك السنة المعالي ... بآيات تشرف من تلاها

سواك يسير في أرض فأما ... خطاك فبالمجرة لا سواها

كأن الشهب إذا تجري لسعد ... تخط لك الطريق على ذراها

وله أيضا:

بكت عند توديعي فما علم الركب ... إذاك سقيط الرأم لؤلؤ رطب؟

وتابعها سرب واني لمخطئ ... نجوم الدياجي لا يقال لها سرب

لئن وقفت شمس النهار ليوشع ... فقد وقفت شمس الهدى لي والشهب

عقيلة بيت المجد لم ترها الدجى ... ولا لمحتها الشمس وهي لها ترب

ظبى الهند مما ذب عنها وإنما ... تلطف لي فيها بخدعته الحب

سرت وبروج النيرات قبابها ... وقدامها من كل خاطفة قب

وما دخلت إلا المجرة وادياً ... فليس لها إلا بإعطانها شرب

وبحر سوى بحر الهوى قد ركبته ... لأمر كلا البحرين مركبه صعب

غريب على جنبي غراب نهوضه ... بقادمتي ورقاء مطلبها شعب

كأني قذى في مقلة وهو ناظر ... بها والمجاذيف التي حولها هدب

ولما رأت عيني جناب ميورق ... امنت وحسب المرء بغيته حسب

نزلت بكافر وتبر وجوهر ... يقال لها الحصباء والرمل والترب

وقلت المكان الرحب اين فقيل لي ... ذوا ناصر العلياء اجمعه رحب

ثم أن الناصر تغير له وجفاه ولم يراع قديم صحبته وأخاه فكتب إليه يستعطفه بقوله:

نسيمك حتام لا ينبري ... وطيفك حتام لا يعتري؟

أتذكر أيامنا بالحمى ... وأيامنا بجوى الأعصر؟

ألا رأفة من وفي صفي ... ألا عطفة من سني سري

رمى زحل في أظفاره ... وحل يداً عني المشتري

عطارد هل لك من عودة ... فأرجع منك إلى عنصري

سيطلبني الملك مهما أراد ... لباس نسيج من الفخر

ولو أن كل حصاة تزين ... لما جعل الفضل للجوهر

فلم يجبه.

وكتب إليه أيضاً:

اذكر من لم ينس عهداً ولا ينسى ... وأبسط في أكناف ساحتنا النفسا

وأنشئها خلقاً جديداً واغتدي ... بظل علاه اعتدي معه الأنسا

والبس ريعان الشباب وطالما ... لبست الخطوب السود ماذية ورسا

واني واياه لمزن روضة ... يباكرني سقيا وازكوله غرسا

صفا بيننا من خالص الود جوهر ... غلبنا به في نور جوهرها الشمسا

وما أنا إلا من علاه مكون ... غدوت له نوعاً وأصبح لي جنسا

مكارمه مرعى إلى جنب معقل ... أرود إذا أضحى وآوي إذا أمسى

وأورد خمساً كل يوم بمائه ... وكم لي دهر قد مضى لم أرد خمسا

أبا لقاسم اشرب قهوة العز وانتقل ... ثنائي ومن فضل الكؤوس اسقني كأسا

وخذ بيدي من عثرة قصرت يدي ... وكنت أخا بأس فلم تبق لي بأسا

رميت لها فضفاضتي ومهندي ... وخطيتي والنبل وأقوس والترسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015