مصدر العلم والمعرفة وهو الكتاب والسنة، فأصبح القرآن يقرأ على الموتى فقط، والسنة تقرأ للبركة لا غير لاستنباط الأحكام الشرعية والآداب والأخلاق الإسلامية، ومن الأمور الشركية التي أطلقوا عليها اسم الوسيلة ووقع فيها الجهال وغيرهم:
1-دعاء الأموات والاستغاثة بهم كأن يقول: يا سيدي فلان أنا بك وبالله ادع الله لي سل الله لي قضاء حاجتي… الخ.
2-الذبح للأولياء كأن يذبح الشاة على الضريح (القبر) هذه على روح سيدي فلان.
3-النذر للأولياء كأن يقول يا سيدي فلان إذا قضى الله حاجتي ذبحت لك شاة أو أنرت ضريحك بشمع ونحوه، أو وضعت ستائر حريرية على تابوتك.
4-الحلف بالأولياء نحو وحق سيدي فلان، أو رأس سيدي فلان.
5-نقل المرضى إلى أضرحتهم للتبرك بهم والتمرغ على تربتهم ودعائهم وطلب الشفاء منهم. كل هذا الشرك يسمونه توسلا إلى الله بعباده الصالحين، فاذكر هذا واحذره، واعلم أن التوسل إلى الله عز وجل يكون بفعل الخيرات، والإكثار من الطاعات من أجل رفع الدرجات، والظفر بالرغائب المحبوبات.
هذا واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن له درجة في الجنة تسمى الوسيلة وهى أقرب منزل إلى عرش الرحمن، وأن من سألها من الله تعالى له نالته شفاعته، إذ قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أذن المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا على، ثم قولوا اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته فإن من قال ذلك وجبت له شفاعتي".
وقوله تعالى في أخر النداء: {وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} هذا الأمر الثالث في هذا النداء، وهو الأمر بجهاد الكفار لإدخالهم في الإسلام رحمة بهم حتى ينجو من الخلود في عذاب النار، وهناك جهاد أخر يدخل تحت هذا الأمر ألا وهو جهاد الفساق بأمرهم ونهيهم، وجهاد الشيطان بلعنه وعدم الاستجابة له فيما يزين من القبائح، ويحسن من المنكرات وجهاده بعدم الاستجابة له، والتعوذ بالله منه وجهاد النفس وهو أشدها وحقيقته: أن يحمل العبد نفسه على أن تتعلم محاب الله، وتعمل بها وتتعلم مكاره الله وتتجنبها، وتعلم غيرها ذلك من المؤمنين والمؤمنات، والجزاء على هذا الجهاد هو ما واعد الرحمن به يقول: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} والفلاح هو النجاة من النار ودخول الجنة دار الأبرار جعلنا الله تعالى من أهلها آمين.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.