الآية (6) من سورة التحريم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} .
الشرح:
اذكر أيها القارئ الكريم ما قد سبق أن عرفته من الله تعالى ينادى المؤمنين بعنوان الإيمان؛ لأن المؤمن حي يسمع ويعي ويعمل وذلك لكمال حياته وأن الكافر ميت فلا يسمع نداء ولا يعي ما ينادى له، ولا يمتثل ما يؤمر به أو ينهى عنه. وأن الإيمان ليس مجرد قول للعبد. أنا مؤمن وإنما هو تصديق جازم بوجود الله ربا إلها لا رب غيره ولا إله سواه، وبملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الأخر وقضائه وقدره وآية ذلك إسلام القلب والوجه لله ويتجلى ذلك في أن يحب الله ويكره ما يكره الله، وأن يطيع الله ورسوله فيما أمرا به ونهيا عنه.
اذكر هذا واستمع لما حواه هذا النداء العظيم إنه وجوب وقاية المرء المؤمن نفسه من النار، ووقاية أهله من زوجة وولد وقريب من النار إذ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} والوقاية تكون؟ إنها لا تكون أبدا بغير الإيمان والعمل الصالح وباجتناب الشرك والمعاصي. والشرك هو عبادة غير الله تعالى مع الله تعالى فالدعاء عبادة تعبد الله بها المؤمنين فمن دعا غير الله قد أشرك، والنذر عبادة فمن نذر لغير الله تعالى فقد أشرك في عبادة الله تعالى، والذبح تقربا عباده فمن ذبح لغير الله تقربا إليه فقد أشرك في عبادة الله تعالى، والحلف عبادة فمن حلف بغير