السَّبِيلِ} أي اخطأ وسط الطريق المأمون من الانحراف يعنى جانب الإسلام الصحيح المضى بالسالكين له السائرين فيه إلى سعادة الدنيا والآخرة معا.
وقوله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} يريد تعالى أنهم أعداؤكم حقا عن يثقفوكم أي يظفروا بكم متمكنين منكم يكونوا لكم أعداء ولا يبالون بمودتهم إياهم، ويبسطوا إليكم أيديهم بالضرب والقتل وألسنتهم بالسب والشتم. وتمنوا كفركم لتعودوا إلى الشرك والكفر مثلهم.
هذا وإليك خلاصة ما دعا إليه هذا النداء الإلهي لتزداد معرفة وقوة على الطاعة والامتثال.
1-حرمة موالاة الكافرين بنصرتهم وتأييدهم وموالاتهم دون المسلمين.
2-عظم جرم الذي ينقل أسرار المسلمين الحربية إلى أعدائهم الكافرين من يهود أو نصارى وغيرهم، وأنه على خطر عظيم وإن صلى وصام.
3-بيان أن الكافرين لا يرحمون المؤمنين متى تمكنوا نهم؛ لأن قلوبهم عمياء لا يعرفون معروفا ولا منكرا، وذلك لظلمة الكفر في نفوسهم بعدم مراقبة الله تعالى؛ لأنهم لا يعرفون ولا يؤمنون بما عنده من نعيم لأوليائه، ولا بما لديه من نكال وعذاب لأعدائه.
4-بيان فضل أهل بدر رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
5-مشروعية قبول الصادقين الصالحين إذا عثر أحدهم اجتهادا منه فأخطأ.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين