أكبر ثلاثا وثلاثين فهذه تسع وتسعون تسبيحة وختام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. ومما يدل على أفضلية ذكر الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق1 وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل ".
وقوله تعالى في الآية الثالثة من آيات هذا النداء {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ} أي هو الذي يثنى عليكم بخير بين الملائكة ويرحمكم برحمته الواسعة وقوله {وَمَلائِكَتُهُ} ، أي وملائكته تعالى تصلى عليكم أيضا، وصلاة الملائكة هي الدعاء لكم بخير والاستغفار لكم. كما قال تعالى في حملة العرش أنهم يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا الآية من سورة المؤمنون (غافر) . وقوله تعالى: {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي ليخرجكم سبحانه وتعالى من ظلمات الكفر والذنوب والمعاصي إلى نور الإيمان والطاعات فصلاته تعالى وصلاة ملائكته هي عامل الإخراج من الظلمات المهلكة إلى النور الهادي إلى النجاة من مهالك الحياة. وقوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} هذا إنعام آخر وفضل زائد على ما تقدم من صلاته وصلاة ملائكته عليهم. وهو انه بالمؤمنين رحيم أي لا يعذبهم ولا يشقيهم. ولا يذلهم في الدنيا ولا يخزيهم.
وقوله تعالى في الآية الرابعة من هذا النداء الكريم {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} أي ما يحيون به يوم موتهم ولقاء ربهم هو السلام. فملك الموت لما يأتى لقبض روح المؤمن يسلم عليه، ولا يقبض روحه حتى يسلم عليه. إذ روى عن البراء بن عازب رضى الله عنه في تفسير هذه الآية {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} قال: فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه، ولا يقبض روحه حتى يسلم عليه، وتحييهم الملائكة في الجنة بالسلام لقوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} . والرحمن جل جلاله وعظم سلطانه يسلم عليهم إذ قال تعالى: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} . أي أمان لهم وأمنة من كل خوف