وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه لها جهاد الأعداء.

وواقع الأمة المسلمة الآن وهتك أعراضها وسلب أغلى مقدساتها وذبح أطفالها وهدم الثوابت من دينها، جزاء من جنس عملها، جزاء ما تركت من ذروة سنام دينها.

والعيش بعيداً عن الجهاد عيش تافه رخيص مفزع وهكذا تخاف الأمة من ظلها وتفرق من صداها تؤدي ضريبة الذل كاملة تؤديها من نفسها ومن قدرها ومن سمعتها ومن اطمئنانها ومن دينها بعد أن باعها عملاء اليهود في كل واد.

ما العجب: قد كبت المآذن غيلة ... واغتيل تحت قبابنا الترتيلُ

وإذا عيون الشمس تطبق جفنها ... حول الصباح أينفع القنديل؟

مالعجب؟ قد باع الرجال سيوفهم ... وتعثرت بالهاربين خيول

واستبدلوا طبلاً بصوت مكبر ... فإذا الجهاد ربابة وطبول

تحت الكراسي في البلاد جماجم ... وعل الكراسي في البلاد مغول

وإذا الزنادقة استقام لأمرهم ... حكم فغانية الكهوف بتول

للجاهلية في البلاد عقيدة ... وبني قريضة محفل وقبيل

زمر إذا مرت على بستاننا ... شاصت عروق النخل وهي حمول

يدرون أن الوحل فوق جباهم ... ينمو وأن أمامهم ضِلِّيلُ (?)

وتحول الصقر الإسلامي إلى طائر الحجل في وداعته وكما قال إقبال: "عَلَّموا الليث حجلة الظبي وأمحوا عنه قصة الأسد". الإسلام يا إخوتاه دين لا يتعارض مع الواقع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها وهذا الأمر يحتاج إلى جهاد أمة بأسرها فقد تذهب الأيام بداهية وتأتي بداهية أفظع منه والحماس وحده لا يكفي وهذا قول الإمام المجاهد ابن تيمية من حنكته الأيام والتجارب يقول: "فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015