واحتمل أن يكون ذلك على أربع بتكبيرة الافتتاح فيكون مخالف لقولهم.

فنظرنا فيما روى من الآثار في هذا الباب سوى هذا الأثر أيضًا، فإذا محمد بن أحمد الجوزجاني قد حدثنا، قال: ثنا غسان بن الربيع، قال: ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، أنه سمع مكحولا يقول: حدثني أبو عائشة، أن سعيد بن العاص دعا أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنهم -، فسألهما: كيف كان رسول الله -عليه السلام- يكبر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى أربعًا كتكبيره على الجنائز، وصدقه حذيفة، فقال أبو موسى: كذلك كنت أكبر لأهل بصرة إذ كنت أميرا عليهم".

فلم يكن في هذا أيضًا زيادة على ما في الحديث الأول.

فنظرنا في ذلك أيضًا، فإذا يحيى بن عثمان قد حدثنا، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: ثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، قال: حدثني رسول حذيفة وأبي موسى الأشعري: "أن رسول الله -عليه السلام- كان يكبر في العيدين أربعًا أربعًا" سوى التكبيرات المذكورات في حديث الحواري، وفي حديث علي بن عبد الله، ويحيى بن عثمان.

فهذا ما ثبت عندنا في العيدين عن رسول الله -عليه السلام-، ولم نعلم شيئًا روي عنه مما يثبت مثله يخالف شيئًا من ذلك.

ش: لما بين أن الأحاديث التي احتجت بها أهل المقالة الأولى واهية لا يصح الاحتجاج بها، احتاج أن يبين ما يصح به الاحتجاج في هذا الباب.

وأخرج في ذلك عن بعض أصحاب النبي -عليه السلام-: أن تكبيرات العيدين أربع أربع.

رواه عن علي عبد الرحمن الكوفي المعروف بعلان، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري كلاهما، عن عبد الله بن يوسف التنيسي المصري شيخ البخاري، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015