والبخاري (?): عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك.
والترمذي (?): عن إسحاق بن موسى، عن معن بن عيسى، عن مالك.
والنسائي (?): عن محمَّد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك.
قوله: "كنا قعودًا" أي قاعدين، كالركوع والسجود جمع الراكع والساجد.
قوله: "أنشدك الله" أي سألتك بالله، يقال: نشدتك الله، وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي: سألتك وأقسمت عليك، ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة، وَتَعْدِيتُهُ إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله وبالله كما قالوا: دعوت زيدًا وبزيد إلا أنهم ضمنوه معنى ذكرت، فأما أنشدتك بالله فخطأ.
قوله: "إلَّا قضيت بيننا بكتاب الله" فيه تأويلات:
أحدها: أن يكون معنى الكتاب الفرض والإيجاب تقول: لأقضين بينكما بما فرضه الله -عز وجل- وأوجبه، وقد جاء الكتاب بمعنى الفرض؛ كقوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا} (?) أي فرضنا.
الثاني: أن الرجم وإن لم يكن منصوصًا عليه باسمه الخاص فإنه مذكور في الكتاب على سبيل الإجمال، وهو قوله -عز وجل-: {فَآذُوهُمَا} (?) والأذى يقع في معناه الرجم وغيره من العقوبة، الغالب أن الأصل في ذلك قوله تعالى {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} (?)، وقد جاء في بيانه في السنة: مائة جلدة والرجم.