وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (?): أنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: ثنا أبو العباس أحمد بن محمَّد بن عيسى الحافظ، قال: ثنا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، قال: ثنا بشر بن الوليد الكندي، قال: ثنا صالح المري، قال: ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، قال: "أشرف النبي -عليه السلام- على عمه حمزة - رضي الله عنه - فرآه صريعًا، فلم ير شيئًا كان أوجع لقلبه منه، قال: والله لأمثلن بك سبعين منهم، فنزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} (?)، الآية.
الثاني: عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي، عن الهيثم بن جميل الأنطاكي الحافظ، عن صالح المري. . . . إلى آخره.
وأخرجه القاضي إسماعيل بن إسحاق، عن الحجاج، عن صالح المري، عن سليمان التيمي. . . . إلى آخره.
وأخرجه ابن حزم (?): من طريق إسماعيل بن إسحاق المذكور، ثم قال: هذا لو صح ولو لم يكن من طريق صالح المري ويحيى الحماني وأمثالهما لكان حجة لنا عليهم؛ لأن فيه أنه -عليه السلام- أُمِرَ أن يُعَاقِب بمثل ما عوقب به، وهذا إباحة التمثيل بمن مثَّل بحمزة - رضي الله عنه - فإنما نهاه الله -عز وجل- أن يمثل بسبعين منهم لم يمثلوا بحمزة، وهذا قولنا لا قولهم.
قلت: أما صالح المري فإنهم تكلموا فيه بسبب قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وإنما هو في نفسه صدوق، وعن يحيى: صالح المري: ليس به بأس، واحتج به الترمذي.
وأما قوله: "لأن فيه أنه -عليه السلام- أمر أن يُعَاقِب. . . . إلى آخره" فغير صحيح؛ لأنه -عليه السلام- لم يأمر فيه بذلك، وإنما حَلَفَ أن يمثلن بسبعين منهم، وذلك من شدة