وأخرجه البيهقي في "سننه" (?) من حديث جبارة بن المغلس، عن عيسى بن يونس، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: "نهى رسول الله -عليه السلام- عن إخصاء الإبل والبقر والغنم والخيل. وقال: إنما النماء في الحبَل".
تابعه يحيى بن اليمان، عن عبيد الله مرفوعًا، ورواه غير جبارة عن عيسي، فقال: عن عبيد الله بن عمر، ورواه جبارة أيضًا عن عيسى فقال: عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر: "نهى النبي -عليه السلام-".
وعبد الله بن نافع ضعيف يليق به رفع الموقوف.
قلت: رفع هذا الحديث غير صحيح، والصحيح أنه موقوف. والله أعلم.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: لا يحل إخصاء شيء من الفحول، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث، وبقول الله -عز وجل-: {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (?)، قالوا: وهو الإخصاء.
ش: أراد بالقوم هؤلاء: عكرمة وعطاء بن أبي رباح وطاوس بن كيسان ومجاهدًا والحسن البصري، فإنهم قالوا: لا يحل إخصاء شيء من الفحول، واستدلوا علي ذلك بالحديث المذكور، وبقوله تعالى: {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}، قالوا: المراد به الإخصاء.
قال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: سمعنا أنسًا يقول: " {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} قال: الخصاء".
وروي كراهة الخصاء أيضًا عن ابن عمر وأبيه عمر بن الخطاب وابن عباس وعمر بن عبد العزيز - رضي الله عنهم -.