وأخرجه البخاري (?): عن يحيى بن بكير، عن ليث، عن عبد العزيز بن أبي سلمة. . . . إلى آخره نحوه.
وأخرجه أبو داود (?) عن حجاج ومحمد بن يحيى، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة والأعرج، كلاهما عن أبي هريرة نحوه.
وفيه: "لا تخيروني علي موسى" موضع: "لا تفضلوا بين أنبياء الله تعالى".
قوله: "فسمعه رجل من الأنصار" وقد قيل: إنه كان أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -.
قلت: هذا لا يصح؛ إلا أن تكون قضيتان والله أعلم.
واسم اليهودي: فنحاص.
ص: وروي عنه أنه قال: "لا تفضلوني علي موسى":
حدثنا بذلك ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "لا تخيروني علي موسى؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى -عليه السلام- باطش بجانب العرش، فلا أدري أصَعِق فيمن كان صعق فأفاق قبلي، أو كان فيمن استثنى الله -عز وجل-".
فنهى رسول الله -عليه السلام- أن يفضلوه علي موسى، وقال لهم: "إني أول من يُفِيق من الصعقة، فأجد موسى قائمًا، فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي أم كان فيمن استثنى الله -عز وجل-؟ ".
فكان ذلك عندنا على أنه جاز عنده أن يكون فيمن استثنى الله -عز وجل- فلم تصبه الصعقة ففضل بذلك، أو صُعِقَ فأفاق قبله فكان في منزلته؟ لأنهما قد صعقا جميعًا، فكره النبي -عليه السلام- لذلك تفضيله عليه لمَّا احتمل تَخَطيِّ الصعقة إياه.