فبال قائمًا"، وقال سليمان في حديثه: "ومسح على خفيه"، ولم يذكر [منصور] (?) المسح.
وأخرجه الترمذي أيضًا (?): حدثنا هناد، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة: "أن النبي -عليه السلام- أتى سباطة قوم فبال عليها قائمًا، فأتيته بوضوء، فذهبت لأتأخر عنه، فدعاني حتى كنت عند عقبيه، فتوضأ ومسح على خفيه".
وأخرجه ابن ماجه أيضًا (?): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك وهشيم ووكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة: "أن رسول الله -عليه السلام- أتى سباطة قوم فبال عليها قائمًا".
قوله: "سُبَاطة قوم" بضم السين وتخفيف الباء الموحدة، وهي ملقى الزبالة والتراب ونحوها، وتكون بفناء الدار مرفقًا لأهلها.
وقال الخطابي: ويكون في الأغلب سلهًا دمثا لا يحد فيه البول، ولا يرتد على البائل، ويقال: السباطة الكناسة نفسها، وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا ملك، لأنها كانت مواتًا مباحة.
قوله: "ثم أتي بوَضوء" بفتح الواو، وهو الماء الذي يتوضأ به.
ثم ذكروا في بوله -عليه السلام- قائمًا وجوها:
الأول: ما روي عن الشافعي: أن العرب كانوا يستشفون لوجع الصلب بالبول قائمًا، قال: فنرى أنه -عليه السلام- كان به وجع الصلب إذ ذاك.
والثاني: ما رواه البيهقي برواية ضعيفة: أنه -عليه السلام- بال قائمًا لعلة بِمَأْبص، والمأبص: بهمزة ساكنة بعد الميم ثم جاء موحدة، وهو باطن الركبة.