أما ما روي عن عمر فأخرجه من طريقين صحيحين:

الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي أن عمه إسماعيل بن عبد الرحمن دخل مع أبيه عبد الرحمن بن عوف على عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم -.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا وكيع، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: "دخل عبد الرحمن بن عوف ومعه ابن له على عمر - رضي الله عنه - وعليه قميص حرير، فشق القميص".

قوله: " وقُلْبان" تثنية قُلْب -بضم القاف وسكون اللام-: وهو السوار.

الثاني: عن أبي بكرة أيضًا، عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الكوفي، عن مسعر بن كدام، عن وبرة بن عبد الرحمن المُسْلي، عن عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا ابن إدريس، عن حصين، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: "شهدنا اليرموك، قال: فاستقبلنا عمر - رضي الله عنه - وعلينا الديباج والحرير، فأمر فرمينا بالحجارة، قال: فقلنا: ما بلغه عنا؟ قال: فنزعناه وقلنا: كره زينا، فلما استقبلنا رحب بنا، فقال: إنكم جئتموني في زي أهل الشرك، إن الله لم يرضَ لمن قبلكم الديباج والحرير".

قوله: "بَرَّح الله" بالتشديد وثلاثيه: بَرَحَ بمعنى زال، ويقال أيضًا: برَّح به تبريحًا إذا شق عليه، وأصل التبريح المشقة والشدة، وحاصله أن هذا دعاء من عمر عليهم لكونهم أتوه في ثياب الأكاسرة والجبارين المترفين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015