وأخرجه أحمد في "مسنده" (?): ثنا يعقوب نا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله -عليه السلام- أنه قال: "إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فيكتبون الناس، من جاء من الناس على منازلهم فرجل قدم جزورًا، ورجل قدم بقرة، ورجل قدم شاة ورجل قدم دجاجة، ورجل قدم عصفورًا، ورجل قدم بيضة قال: فإذا أذن المؤذن وجلس الإِمام على المنبر طويت الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر".
قوله: "فإذا جلس الإِمام" أي على المنبر طوت الملائكة الصحف، قيل: هذا يدل على أن الملائكة ها هنا غير الحفظة.
قوله: "يستمعون الذكر" أي الخطبة؛ لأن فيها ذكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن.
قوله: "المهجر" بضم الميم وفتح الهاء وكسر الجيم المشددة من التهجير، وهو السير في الهاجرة، حكى ذلك الحربي عن أبي زيد عن الفراء وغيره.
وحكى الخليل أنه التبكير وبه فسروا قوله -عليه السلام-: "ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه" أي التبكير إلى كل صلاة.
وذهب أصحاب الشافعي في تأويله [وقالوا] (?): معناه هجر منزله وتركه.
وقال ابن الأثير: التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه يقال: هجّر يهجّر تهجيرًا، فهو مهجّر وهي لغة حجازية، أراد: المبادرة إلى أول وقت الصلاة.
قوله: "ثم كالذي يهدي بقرة" يحتج به في أن البدن لا تكون إلا من الإبل وحدها.
قولى: "ثم كالذي يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة".