حتى أظهر الله الدين وعلا الإِسلام، ولا أعرف اليوم أحدًا يدعى؛ قد بلغت الدعوة كل أحد، والروم قد بلغتهم الدعوة وعلموا ما يراد منهم، وإنما كانت الدعوة قبل الإِسلام، وإن دعى فلا بأس به.
ثم رجال حديث أسامة ثقات، غير أن صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام ابن عبد الملك فيه مقال، فعن يحيى: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليِّن الحديث. وقال البخاري والنسائي: ضعيف.
وأخرجه أبو داود (?): عن هناد بن السري، عن عبد الله بن المبارك، عن صالح ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد: "أن النبي -عليه السلام- كان عَهِد إليه فقال: أغِر على أبْنَى صباحًا وحرِّق".
وأخرجه ابن ماجه (?): عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن وكيع، عن صالح بن أبي الأخضر ... إلى آخره نحوه.
قوله: "أَغِر" أمرٌ من أَغَارَ يُغِيرُ إغَارةً ومغارًا.
و"أُبْنى" بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة مقصورة: اسم موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة، ويقال لها: "يُبْني" بالياء.
قوله: "ذا صباح" أي في الصباح.
وفيه فائدتان:
إحداهما: أن الدعوة ليست بواجبة.
والأخرى: جواز تحريق دور الأعداء وعقارهم.
ص: حدثنا محمد بن الحجاج، قال: ثنا خالد بن عبد الرحمن (ح).
وحدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج وعبيد الله بن محمد التيمي (ح).