له: سمعتَ رسول الله -عليه السلام- يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله -عليه السلام- العشر الوسطى في رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين، فخطبنا رسول الله -عليه السلام- فقال: إني رأيت ليلة القدر، وإني تَسيتها أو نُسِّيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من كل وتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله -عليه السلام- فليرجع، قال: فرجعنا وما نرى في السماء قزعة، قال: وجاءت سحابة فمطرنا حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله -عليه السلام- يسجد في الماء والطين، قال: حتى رأيت أثر الطين في جبهته".
وأخرجه البخاري (?) وأبو داود (?) والنسائي (?) وابن ماجه (?) أيضًا.
قوله: "العشر الأوسط" رواه بعضهم: "العُشر الوسط" -بضم الواو والسين- جمع واسط، كمنازل ونُزُل، ورواه بعضهم: "الوُسَط" -بضم الواو وفتح السين- جمع وسطى ككُبر وكبرى، وأكثر الروايات فيه: الأوسط، وقيل: إنه جاء على لفظ العشر، فإن لفظ العشر مذكر.
وقوله: "أُريت الليلةَ" على صيغة المجهول، و"الليلة" نصب على الظرف.
قوله: "وإني أُنسيتها" على صيغة المجهول من الإنساء، وفي رواية مسلم: "فَنَسِيتها" على صيغة المعلوم من الثلاثي، وفي رواية "فَنُسِّيتها" على صيغة المجهول من باب نُسي بالتشديد.
قوله: "قزعة" بالعين أي قطعة من الغيم، وجمعها قُزَع.
قوله: "فَمُطرنا" على صيغة المجهول، يقال: مطرت السماء تمطر مطرًا،