وأخرجه البيهقي في "سننه" (?): من حديث حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، أن عمر -رضي الله عنه- قال: "لو استطعت أن أجعل عدة الأمة حيضةً ونصفًا لفعلتُ. فقال رجل: يا أمير المؤمنين فاجعلها شهرًا ونصفًا. فسكت".
قلت: هذا الإسناد أصح من الأول؛ لأن في الأول مجهولاً، فافهم.
ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام- في عدة الأمة ما حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن مظاهر بن أسلم، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله -عليه السلام-: "تعتد الأمة حَيْضَتَيْن، وتطلق تطليقتين".
حدثنا يزيد بن سنان قال: ثنا الصلت بن مسعود الجحدري، عن عمر بن شبيب المسلي، عن عبد الله بن عيسى، عن عطية، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -عليه السلام- مثله.
فدل ذلك أيضًا على ما ذكرنا والله أعلم.
ش: ذكر حديثين في عدة الأمة لدلالتهما على ما ذكره من اعتداد الأمة بحيضتين.
أحدهما: أخرجه عن عائشة -رضي الله عنها- رواه عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد شيخ البخاري، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، عن مظاهر -بضم الميم وبالظاء المعجمة وكسر الهاء- بن أسلم، ويقال: مظاهر بن محمد بن أسلم القرشي المخزومي المدني وثقه ابن حبان، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.
وأخرجه أبو داود (?): نا محمد بن مسعود قال: نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن مظاهر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي -عليه السلام-: ... مثله. إلا أنه قال: "وعدتها حيضتان".