وأخرجه البخاري (?): نا مسدد، عن يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الله مولى أسماء، عن أسماء: "أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلي، فصلت ساعة ثم قالت: يا بني، هل غاب القمر؟ قلت: لا ... إلى آخره نحوه".
وأخرجه مسلم (?): عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن يحيى القطان، عن ابن جريج ... إلى آخره نحوه.
قوله: "أي بني". يعني يا بني.
قوله: "أي هنتاه". أصله من الهن، يكنى به عن الشيء، والأنثى هَنة، فإذا وصلتها بالهاء قلت: يا هَنتاه، ومن العرب من يقول: يا هَنتوه، وللرجل: يا هناه، ولا يستعمل كذا إلاَّ في النداء، ومعنى يا هَنْتَاه: يا هذه، وقال صاحب "العين": إذا أدخلوا التاء في هن فتحوا النون فقالوا: يا هَنَة، وإن زادوا التاء سكنوا النون فقالوا: يا هَنْتَاه ويا هَنْتَوه.
وقال أبو حاتم: يقال للمرأة: يا هنة أقبلي استخفافًا، فإذا ألحقت الزوائد قلت: يا هنتاه للمرأة ويا هناه للرجل.
وقال السفاقسي: ضبط بإسكان النون وبفتحها مثل قوله: يا هذه، من غير أن يراد به مدح ولا ذم.
وقال ابن الأثير: بضم الهاء الأخيرة وتسكن، وفي التثنية هَنْتان، وفي الجمع: هنات، وفي المذكر هَنٌ وهنان وهنون، ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة فتقول: يا هَنَّة، وأن تشبع الحركة فتصير ألفًا فتقول: يا هَنَاه، ولك ضم الهاء فتقول: يا هَنَاهُ أقبل، وقال أبو نصر: هذه اللفظة مختصة بالنداء، وقيل: معنى يا هَنْتَاَهُ: يا بلهاء كأنها نسبة إلى قلة المعرفة بمكائد الناس وشرورهم.
وقال أبو زيد: تلغى الهاء في المدح فيقال: يا هنا، هلم.