تصنعون؟ قال: كنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد ما لم نُحدِثْ" قال هذا حديث حسن صحيح.

ص: وقد يجوز أيضًا أنْ يكون رسول الله - عليه السلام - كان يفعل ذلك وهو واجب ثم نسخ، فنظرنا في ذلك هل نجد شيئًا من الآثار يدل على هذا المعنى؟ فإذا ابن أبي داود قد حدثنا، قال: ثنا الوهبي، قال: ثنا ابن إسحاق، عن محمَّد بن يحيى بن حَبَّان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قال: قلت له: "أرأيت توضؤ ابن عمر لكل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، عمَّ ذلك؟ قال: حدثتنيه أسماء ابنة زيد بن الخطاب، أنَّ عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثها، أنَّ رسول الله - عليه السلام - أُمِرَ بالوضوء لكل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شق ذلك عليه أُمِرَ بالسِّواك لكل صلاة، وكان ابن عمر - رضي الله عنه - يرى أنَّ به على ذلك قوة، وكان لا يدع الوضوء لكل صلاة.

ففي هذا الحديث: أنَّ رسول الله - عليه السلام - كان أُمِرَ بالوضوء لكل صلاة، ثم نُسخ ذلك، فثبت بما ذكرنا أنَّ الوضوء يجزئ ما لم يكن الحدث.

ش: هذا جواب آخر عن حديث بريدة، أنَّه - عليه السلام - كان يتوضأ لكل صلاة وهو طاهر.

قوله: "أنْ يكون" فاعل "يجوز" و"رسول الله - عليه السلام -" اسم "يكون".

وقوله: "كان يفعل ذلك" خبره.

وقوله: "وهو واجب" جملة حالية، وذلك إشارة إلى توضئه - عليه السلام - لكل صلاة، وإسناد الحديث المذكور جيد حسن.

والوَهْبيّ هو أحمد بن خالد بن موسى الكندي، ونسبته إلى وهب والد عبد الله المصري.

وابن إسحاق هو محمَّد بن إسحاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015