ونا قتيبة بن سعيد، نا أبو صفوان يعني المرواني، عن أسامة، عن الزهري، عن أنس المعنى: "أن رسول الله - عليه السلام - مر على حمزة وقد مثل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطونها وقلت الثياب وكثرت القتلى، فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب الواحد -زاد قتيبة- ثم يدفنون في قبر واحد، فكان رسول الله - عليه السلام - يسأل أيهم أكثر قرآنًا؟ فيقدمه إلى القبلة".
وأخرجه الترمذي (?) وقال: حديث غريب لا نعرفه من حديث أنس إلا من هذا الوجه، وفي حديثه: "لم يصل عليهم".
وأخرجه الحاكم (?) أيضًا: ولفظه: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره ... " الحديث.
فإن قيل: ذكر الترمذي في "علله" (?) قال محمد: حديث أسامة عن الزهري عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة.
وقال الدارقطني (?): تفرد به أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بهذه الألفاظ، ورواه عثمان بن عمر، عن أسامة، عن الزهري، عن أنس وزاد فيه حرفا لم يأت به غيره، فقال: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره يعني حمزة".
وقال الدارقطني: لم ينقل هذه اللفظة غير عثمان بن عمر البصري، فليس بمحفوظ. قلت: أما أسامة بن زيد فقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري، وأما عثمان بن عمر البصري فقد اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه، والزيادة من الثقة مقبولة. والله أعلم.