قوله: "بمنى" وهي قرية تذبح بها الضحايا وترمى بها الجمرات.
وقال أبو بكر الحازمي: هي تقع قرب مكة.
وقال أبو نصر: موضع بمكة مقصور مذكر يُصرف، وقد امتنى القوم إذا أتوا منى. وقال ابن الأعرابي: أمنى القوم.
وقال ابن خزيمة: ليست مني ولا عرفات من مكة بل هما خارجان من مكة.
قلت: إذا وقع اسم مكة على جميع الحرم تكون مني من مكة؛ لأن مني داخل في الحرم، وإذا وقع على نفس البنيان المتصل بعضه ببعض خاصةً يكون منى خارجًا عنها؛ ولكن الأول أظهر، ولهذا الحرم كله قبلة لأهل الآفاق.
وقال الكلبي: سميت مني لأنه مني بها الكبش الذي فُديَ به إسماعيل - عليه السلام - فيكون من المنية، ويقال: سميت مني لما يمنى فيها من الشعر والدم.
ويقال: إن جبريل - عليه السلام - لما أتى آدم - عليه السلام - بمنى قال له: تَمَنَّ.
وقال أبو علي الفارض: لامه "ياء" من منيت الشيء إذا قدرته، وهي تذكر وتؤنث، فمن أنّثَ لم يجره ويقول هذه مني، وقال الفراء: الأغلب عليه التذكير.
وذكره القزاز وصاحب الوافي وصاحب "الصحاح" في المعتل بالألف.
وبين مني ومكة ثلاثة أميال، وبين مني والمزدلفة فرسخ وبين المزدلفة وبين عرفات فرسخ فتكون المزدلفة متوسطة بين مني وعرفات، وبين عرفات وبين مكة أربعة فراسخ، ويقال: الأصح ثلاثة فراسخ.
الثاني: عن فهد بن سليمان، عن محمد بن سعيد الأصبهاني، عن حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي ... إلى آخره.