وأخرجه النسائي (?) بأتمّ منه، قال: أنا علي بن حُجْر، قال: أبنا إسماعيل، عن يزيد بن خُصَيْفة، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار أنه أخبره: "أنه سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع الإِمام فقال: لا قراءة مع الإِمام في شيء، وزعم أنه قرأ على رسول الله - عليه السلام - {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} فلم يسجد".
وأخرجه مسلم (?) نحوه.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب إلى هذا الحديث قوم فتقلدوه فلم يَرَوا في (النجم) سجدةً.
ش: أراد بالقوم هؤلاء: سعيد بن جبير والحسن البصري وسعيد بن المسيب وعكرمة وطاوسًا ومالكًا؛ فإنهم قالوا: ليس في سورة النجم سجدة، واحتجوا على ذلك بهذا الحديث، ويحكى ذلك عن ابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم -، وكذا مذهب هؤلاء نفي السجدة في المفصل وهو سورة (النجم) و (الانشقاق) و (العلق)، وروي ذلك عن ابن عمر أيضًا، وإليه ذهب مجاهدٌ.
ص: وخالفهم في ذلك آخرون؛ فقالوا: بل فيها سجدة.
ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: الثوري وأبا حنيفة والشافعي وأحمد وإسحاق وعبد الله بن وهب وابن حبيب من أصحاب مالك؛ فإنهم قالوا: بل في سورة (النجم) سجدة، وكذا في باقي المفصل، ويروى ذلك عن عثمان وعمار وعمرو بن العاص، وعمر بن العزيز، ومحمد بن سيرين.
وفي "التلويح شرح البخاري": واختلف في عدد سجدات التلاوة؛ فعند أبي حنيفة أربع عشرة سجدة: في آخر الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والأولى من الحج، والفرقان، والنمل، {الم (1) تَنْزِيلُ}، وص، وحم السجدة، و (النجم)، و (إذا السماء انشقت)، و (اقرأ باسم ربك).