ص: وكما قال: "ليس المؤمن الذي يبيتُ شبعان وجارُه جائع".
حدثنا بذلك أبو بكرة قال: ثنا مؤمل قال: ثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد الله بن المُساور -أو ابن أبي المُساور- قال: سمعت ابن عباس - رضي الله عنه - يُعاتبُ ابن الزبير في البخل ويقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن الذي يبيت شبعان، وجارُه إلى جَنبه جائع".
ش: هذا عطف على قوله: كما قال: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان" أي وكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: "حدثنا بذلك" أي بقوله: "ليس المؤمن " ... إلى آخره.
وأبو بكرة بكَّار القاضي، ومؤمل بن إسماعيل القرشي البصريّ وثقه يحيى وابن حبان، وسفيان هو: الثوري، وعبد الملك بن أبي بشيرالبصري، وثقه يحيى، وعبد الله بن المساور وثقه ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد الله بن المساور، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يؤمن مَن باتَ شبعان وجارُه طاوٍ إلى جَنْبه".
وأخرجه البخاري في كتاب "الأدب" (?) من حديث عبد الله بن مساور.
قوله: "شبعان" نصب على أنه خبر لقوله: "يبيت" الواو في "وجاره" للحال، وكلمة "إلى" في "إلى جنبه" بمعنى عند، كما في قول الشاعر:
أم لا سبيل إلي الشباب وذكره .... أشهى إلىَّ من الرحيق السَلْسل
أي: أشهى عندي.
ص: فلم يُرد بذلك أنه ليس بمؤمن إيمانا خرج بتركه إياه إلى الكفر، ولكنه أراد به أنه ليْس في أعلي مراتب الإيمان، في أشباه لهذا كثيرة يطول الكتابُ بذكرها،