الصلاة: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله" وقد تقدم الحديث في هذا الباب، فهذا يعارض ما روي عن عائشة - رضي الله عنها -، وكذا روي عن غيرهما من الصحابة نحو ذلك على ما يجيء بيانه إن شاء الله تعالى، فالأخذ بأقوالهم أولى لقربهم من رسول الله - عليه السلام - في مكان الصلاة، وكثرة حفظهم لأفعاله - عليه السلام -.
ص: حدثنا حسين بن نصر وعلي بن شيبة، جميعًا قالا: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن حماد، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: "كان أبو بكر - رضي الله عنه - يسلم عن يمينه وعن شماله، ثم ينفتل ساعتئذ كأنه على الرضف".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود ووهب، قالا: ثنا شعبة وهمام (ح).
وحدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا هشام، عن حماد ... فذكر بإسناده مثله.
ش: أشار بهذا إلى ما روي من فعل أبي بكر - رضي الله عنه - مما يعارض ما روي عن عائشة من روايتها التي هي في الأصل موقوفة عليها.
وأخرجه من ثلاث طرق صحاح:
الأول: عن حسين بن نصر وعلي بن شيبة، كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن حماد بن أبي سليمان، عن أبي الضحى مسلم بن صُبَيْح -بضم الصاد وفتح الباء الموحدة- عن مسروق بن الأجدع.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (?): عن معمر والثوري، عن حماد وجابر، عن أبي الضحى، عن مسروق: "أن أبا بكر - رضي الله عنه - كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة الله، ثم انفتل ساعتئذ كأنما كان جالسا على الرضف".
قوله: "ثم ينفتل" أي ينصرف.