ورحمة الله، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله".
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عفان، قال: ثنا همام، قال: ثنا قتادة، قال: ثنا أبو غلاب يونس بن جبير، أن حطان بن عبد الله الرقاشي حدثه قال: قال لي أبو موسى الأشعري: "إن رسول الله - عليه السلام - خطبنا فعلمنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
ش: أي وخالف عمر- رضى الله عنه - أيضا -في تشهده المذكور- أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس.
وأخرجه من طريقين صحيحين، قد ذكرهما بعينهما في باب "الخفض في الصلاة هل فيه تكبير؟ " غير أن ها هنا زاد أبا بكرة.
وقد ذكرنا هناك أن مسلمًا أخرجه (?) مطولا، وكذلك البزار في "مسنده" (?).
واستدلت جماعة بقوله: "فليكن من قول أحدكم: التحيات، وفي رواية أبي داود: "فليكن من أول قول أحدكم" على أنه يقول في أول جلوسه، ولا يقول: بسم الله، وقال النووي: وليس هذا الاستدلال بواضح؛ لأنه قال: فليكن من أول قول أحدكم، ولم يقل: فليكن أول قول أحدكم.
قلت: الاستدلال به واضح؛ لأن كلمة "من" لابتداء الغاية، ومعناه: فليكن ابتداء أول قول أحدكم: التحيات، فإذا ابتدأ أولا بـ"بسم الله" لا يكون ابتداء أول القول بالتحيات. فافهم.
ص: وخالفه في ذلك أيضًا عبد الله بن الزبير، فروي عنه في ذلك عن النبي - عليه السلام - ما قد حدثنا محمَّد بن حميد، قال: ثنا سعيد بن أبي مريم، قال: ثنا عبد الله بن لهيعة،