الإيمان"، ثم جاء الإمام أبو جعفر عمر القزويني المتوفى سنة 699 هـ فاختصره في مجلد لطيف.
وإذا أنت تتبعت هذه الشدب وجدتها تتناول الإيمان بالله عزَّ وجلَّ وبالرسل والملائكة والقرآن والقدر واليوم الآخر والبعث والحشر والجنة والنار، كما تتناول أعمال القلوب من محبة الله وخوفه ورجائه والتوكل عليه، ومحبة الرسول وتعظيمه، كما تتناول طلب العلم ونشره، وتتناول أيضًا الأعمال الظاهرة من الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين وأداء الخمس والعتق والكفارات، كما تتناول الأخلاق من الوفاء بالعهد، وشكر ندم الله، وحفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش، كما تتناول ترك المحرمات من قتل النفوس وإيذائها وعدم قربان الزنا والخمر، ... وبالجملة فإن الإيمان شامل للدين كله.
أما إطلاق الإسلام على الدين كله فيدل عليه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19].
والإسلام دين الرسل جميعا وإن كنا نخصه بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، لأنه الصورة الأخيرة المنزلة من عند الله.
ومدار مادة (ش ر ع) في لغة العرب على الظهور والبيان والوضوح، والشريعة مأخوذة - (?) كما يقول اللغوي الأزهري - من قولهم شرع الإرهاب إذا شقَّ، ولم يزقق، أي يجعل زقا، ولم يرجل، وهذه ضروب من السلخ معروفة أوسعها وأبينها الشرع (?).