قال مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الأستاذ عبد الهادي أبو طالب في كلمته التي افتتح بها الندوة:

"ليس الهدف من برنامج (جعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم)، زيادة حصص مادة التربية الإسلامية، أو تعميمها في جميع مراحل التعليم، وإنما إعادة صياغة المنهج المدرسي كله على أسس إسلامية، وتأليف مفرداته وصوغ معطياته من منظور إسلامي، وصبغ التعليم كله بالصبغة الإسلامية، لخلق جيل متماسك الشخصية، محدد الهوية, واثق بنفسه، مؤمن برسالته. ولا يتأتى هذا إلا إذا أعدنا النظر في جيع مناهج العلوم سواء منها الإنسانية أو المنضبطة أو التطبيقية في المدارس والجامعات بحيث يقع التركيز فيها على المبادئ الغربية في مادية العلم ونفعيته، ويتم فيها الإطلاع على منجزات العلماء المسلمين وإسهامهم في شتى ميادين المعرفة ومختلف فروع العلم، فليس من المعقول، ولا من الموضوعية، ولا من الأمانة العلمية في شيء أن نلقن أبناءنا مثلًا نظريات كارل ماركس وآدم سميث في الاقتصاد دون أن نعرفهم بنظريات ابن خلدون والقاضي أبي يوسف فيه، أو أن نقدم لهم منجزات غاليلو ونيوتن في الفيزياء، ونغفل إبداعات ابن الهيثم والبيروني فيها، أو أن يتدارسوا أعمال ليبنز وباسكال في الرياضيات، ونهمل أعمال الخوارزمي وجابر بن حيان فيها، أو أن نعلمهم منهج ديكارت وسبينوزا ومنطقهما دون التطرق إلى منهج الرازي والأنصاري ومنطقهما، أو نشرح لهم آراء جان جاك روسو وجون ديوي في التربية وعلم النفس بلا إشارة إلى نظريات الغزالي وابن سحنون في هذه الميادين".

وتابع الأستاذ عبد الهادي قائلًا:

"إن على شبابنا أن يدركوا بأن لهم أيضًا ثقافة إسلامية كاملة أسهمت في تطوير المعرفة الإنسانية وشاركت في تقدمها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015