وابتعد النصارى كثيرًا عن الدين النصراني، وأنشؤوا دينًا يقوم على احترام المادة، والتحلل من الدين، وأصبح الدين المهيمن هو النفعية العنصرية، وسرت هذه النفعية في دم قادة تلك الأمم ومفكريها وشعوبها، وأصبح الإنسان مهما كان اتجاهه في عالم الغرب يعرف دينًا واحدًا هو الرقي المادي، وأصبح الاعتقاد السائد أنه لا غاية في الحياة إلّا أن يجعلها الإنسان حرة طليقة من كل القيود، وأقاموا معابد لهذا الدين الجديد، وهي تمثل في المصانع العملاقة الضخمة، ودور السينما، ومختبرات الكيمياء، ودور الرقص، وكهنة هذه المعابد هم رؤساء المصارف والمهندسون والممثلون وكواكب السينما، وأقطاب التجارة والصناعة.

والملاحظ أن الثقافة الغربية أهملت الروح، وانعدم الاهتمام بها، ذلك أن مذهب النفعية المادية المرتبط بالحياة الدنيوية الضيقة قتل أشواق الروح وتطلعاتها.

وبناء الثقافة الغربية على هذا النحو جعلها تناصب الإسلام العداء، وتكيد له في السر والعلانية، وقد استعانت على تحقيق أهدافها بما بلغته من قوة وعلم.

المبحث الثاني مدى عداء الغرب للإسلام

المسلم النبيه المتابع للحياة في العالم الغربي يراها تنضح بالحقد والكراهية والعداء للإسلام وأهله، وقد بلغ العداء إلى درجة الإسفاف، لقد طبعوا صفحات من القرآن الكريم على الأوراق التي تغلف بها المبيعات، ورأينا الملابس الداخلية التي تستر العورة وقد كتب عليها شعار الإسلام "لا إله إلا الله"، وأطلق الحاقدون اسم "مكة" على محلات يجتمعون فيها للفساد والإفساد، وفي كل يوم تصدر مجلات وصحف وكتب تسخر بالإسلام وتعاليم الإسلام ونبي الإسلام، واستغلوا المنظمات العالمية لحرب الإسلام، فمنظمة اليونسكو تشرف على موسوعة تعرف باسم (تاريخ الجنس البشري وتقدمه الثقافي والعلمي) وفي الجزء الثالث من هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015