واجبات الخليفة، كالعمى والصمم وعدم القدرة على الحركة بسبب شلل أو عجز ونحو ذلك، أما إذا لم يمنعه نقص بعض الحواس من مزاولة أعماله، فلا يعد عيبًا يحرم به من تولى منصب الإمامة، مثل فقدان حاسة الشم، ومثل ذلك قطع بعض أعضائه كمن قطع أصبعه، أو شيئًا من أذنه ونحو ذلك.
6 - أن يكون قرشيًا:
وهذا الشرط دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كقوله: "الأئمة من قريش"، وقد ذهب علماء أهل السنة إلى هذا الشرط، وخالف فيه الخوارج، وفائدة هذا الشرط التحقق من أصالة الحاكم، بحيث لا يتسلل إلى منصب الخلافة بعض الأدعياء الذين يظهرون الصلاح، ويبطنون الشرّ، أضف إلى هذا أن قريشًا كانت لها الصدارة بين القبائل العربية، فهي موضع ثقة العرب.
تنصيب الخليفة حق من حقوق الأمّة الإسلامية، ومن الظلم أن يستبد بعض الرجال بالحكم دون بقية الأمَّة، ولم ترد نصوص واضحة تدل على الكيفية التي نتعرف بها على مراد الأمَّة في الشخص المناسب للحكم.
والذي جرى عليه العمل في عهد الخلفاء الراشدين أن أهل الحل والعقد وهم السابقون من المهاجرين والأنصار الذين كانوا في مركز الخلافة في المدينة هم الذين يختارون الخليفة.
ويمكن أن يختار من الأمَّة مجلس شورى، تكون أحد مهماته اختيار الخليفة، ثم تبايعه الأمَّة بعد ذلك ومبايعة الأمَّة له يعني موافقتها على اختياره والتزامها