بكر رضي الله عنه، وتسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك، ولم تترك الناس فوضى في عصر من العصور، واستقر ذلك إجماعًا دالًا على وجوب نصب الإمام" (?).
وقد ساق ابن تيمية الأدلة العقلية والنقلية الدالة على وجوب إقامة الحكومة الإسلامية ثم قال: "فإذا كان قد أوجب الإسلام في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولى أحدهم كان هذا تنبيها على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك" (?).
أطلق المسلمون على سلطة الحكم مصطلح: "الولاية"، وقد أطلقها العلماء من أهل الصدر الأول فمن بعدهم على جميع مراتب الحكم من الإمامة العظمى أو الخلافة حتى أصغر الولايات أو الوظائف كما نسميها في هذا العصر (?)، وقد وضع المسلمون مؤلفات كثيرة تبحث في طبيعة الدولة الإسلامية، وتبين مميزاتها، ووظيفتها، وحقوق الراعي والرعية، وتجد هذه المباحث في الكتب التي ألفت في الإمامة والسياسة، والأحكام السلطانية، والسياسة الشرعية، كما تجدها في كتب الفقه تحت أبواب متعددة.