2 - عقاب إلهي دنيوي: ومن تتبع آيات الكتاب علم يقينا أن التمرد على دين الله يجلب غضب الله وعذابه في الدنيا قبل الآخرة، وقد عرض القرآن لنا مصارع الأُمم المكذبة الغابرة {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [سورة الأعراف: 4].
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَويٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)} [سورة الأنفال: 52].
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)} [سورة المؤمنون: 44]
وقد أخبرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن الله رفع عن هذه الأمة عذاب الاستئصال الكلي العام الذي يأخذ الأمَّة كلها، ولكنه لم يرفع العذاب الدنيوي الجزئي، فكما هو مشاهد أنه في كل عصر وجيل يصاب بعض المسلمين بالزلازل والصواعق والأوبة، بسبب ذنوبهم {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ} [سورة الشورى: 30].
3 - عقاب أمر الله أولي الأمر في الدولة الإسلامية بإيقاعه على المجرمين: وهذا النوع هو الذي قَصَر فقهاء الإسلام نظرهم عليه، وبحثوه في مؤلفاتهم، وسموه العقوبات أو الجنايات وقد تبين للفقهاء أن العقوبات التي شرعها الإسلام في هذا الباب نوعان:
عقوبات مقدرة.
وعقوبات غير مقدرة.
والعقوبات المقدرة قسمان: