عليه الآن من أوّل الأمر، بل تدرج الشارع في شرعها، فالصلاة مثلًا فرضت ركعتين في أول الأمر، ثم زيدت بعد الهجرة وأقرت في السفر، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة قالت: "فرضت الصلاة ركعتين، ثم هاجر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ففرضت أربعًا، وتركت صلاة السفر على الفريضة الأولى".
ولم تبين أحكام الصلاة جملة واحدة بل فصل الله ذلك على فترات، وكذلك الزكاة والصيام والجهاد، والخمر لم يحرم مرة واحدة، ولكنها حرمت على أحوال، فقد بين الله أولًا أن إثم شربها أعظم من المنافع التي فيها، ثم حرم تناولها قرب الصلاة، فلا يجوز قربان الصلاة حال السكر، ثم حرمها بعد ذلك تحريمًا قاطعًا.
أمهات كتب الفقه الإسلامي كثيرة منها: كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي، وكتاب المحلى لابن حزم الظاهري، وكتاب المجموع للنووي الشافعي، ولكنه لم يتمه، وكتاب الذخيرة للقرافي المالكي، وحاشية ابن عابدين في فقه الحنفية.
ومن أفضل المؤلفات كتاب فقه السنة، ومؤلفه كاتب معاصر هو الشيخ سيد سابق، وقد خص جمع من العلماء آيات الأحكام وأحاديث الأحكام بالتأليف، فمن القسم الأول أحكام القرآن لابن العربي، وأحكام القرآن للجصاص، وأحكام القرآن للقرطبي، وهذا المؤلف مع عنايته بآيات الأحكام إلا أنه لم يهمل بقية الآيات فقد فسر القرآن كله.
ومن القسم الثاني كتاب سبل السلام للصنعاني، وكتاب نيل الأوطار للشوكاني، وميزة هذه المؤلفات أنها جعلت النصوص التي تستفاد منها الأحكام