4 - وهو معجز فيما أخبر به من حقائق الكون، التي لم يهتد الإنسان إلى معرفتها، ولم يكتشف بعض من أسرارها إلا حديثًا.
5 - وهو معجز في تشريعاته وأحكامه في شمولها وسموها وصلاحيها للإنسان على مرّ العصور.
العجيب في أمر هذا القرآن أن إعجازه متجدد على مر الزمان، فكل قوم يصل إليهم هذا القرآن، فينظرون فيه نظر معتبر متبصر، فإنهم يجدون فيه من الآيات والدلائل ما يؤكد لهم أنه من عند الله، ونحن اليوم في هذا العصر نبغنا في العلوم التي كشفت عن شيء من أسرار الكون، فتطلعنا نبحث في مواقع النجوم، ومساراتها، وأحجامها، وأجوائها، بحث العلماء في تكوين الخلق وأسرار المخلوقات، فبحثوا في الذرة والخلية، وغاصوا في أعماق الأرض وقيعان البحار، وإذا كنا نفاجأ بأن من الحقائق التي توصل إليها العلماء بعد دراسات طويلة، وجهود مضنية - قد تحدث عنها هذا القرآن العظيم، أو أشار إليها إشارات واضحة، وكل هذا مما يزيد في الإيمان ويعمقه، ويدلُّ على أن هذا القرآن العظيم منزل من عند العليم الحكيم الخبير، فهذا القرآن قول الله وأمره، والخلق صنعه وخلقه، فإذا تحدث الخالق عن الخلق، وذكر شيئًا من حقاثق الخلق فلا بدَّ أن يتطابق الخبر القولي مع الخلق الكوني، فالقول قوله، والخلق خلقه {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54].
والنفوس الإنسانية تخضع خضوعًا عظيمًا عندما تعلم أسرارًا مذهلة لم يكن للبشر علم بها، ثم تجد أن النبي العربي الأمي، الذي لم يخط بالقلم، ولا قرأ من