مِنْ أكْمَل الرِّجَال عَقْلاً، وَمِنْ أَسَدِّهِمْ رَأْياً، وَهُوَ مِنْ أَكْيَاس قَوْمه، وَدُهَاتهمْ، وَمَنَاكِيرهم، وَهُوَ أَكْيَسُ الْكَيْسَى، وَهُوَ أَكْيَسُ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، وَأَعْقَل مِنْ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، وَهَذَا أَمْر لا يَفْعَلُهُ ذُو نُهْيَة، وَلا يَفْعَلُهُ ذُو إِرْبَة، وَذُو حَصَاة، وَذُو مِرَّة، وَذُو مُسْكَة.
وَإِنَّ فُلانَاً لَرَجُل مَنْهَاة أَي ذُو عَقْل وَرَأْي، وَإِنَّهُ لَذُو نَكْرَاء وَهِيَ اِسْمٌ بِمَعْنَى النُّكْر، وَإِنِّي لَمْ أَرَ أَغْزَرَ مِنْهُ عَقْلاً، وَلا أَنْفَذ بَصِيرَة، وَلا أَصَحَّ تَمْيِيزاً، وَلا أَوْسَعَ مَعْقُولاً، وَلا أَبْعَد مَدَارِك.
وَإِنَّهُ لَرَجُل بَعِيد الْحَوْر أَي عَاقِل، وَرَجُل خَرَّاج وَلاجٍ أَيْ كَثِير الظَّرْفِ وَالاحْتِيَال، وَهُوَ دَاهِيَةٌ مِنْ الدَّوَاهِي، وَبَاقِعَة مِنْ الْبَوَاقِع، وَهُوَ دَاهِيَةُ الدَّهْرِ، وَبَاقِعَة الْبَوَاقِع.
وَيُقَالُ: رُمِيَ فُلان بِحَجَرِ الأَرْضِ إِذَا رُمِيَ بِدَاهِيَةٍ مِنْ الرِّجَالِ.
وَفُلان رَأْسه رَأْس حَيَّةٍ إِذَا كَانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عَاقِلاً.
وَفُلان حَيَّة الْوَادِي، وَحَيَّة الأَرْضِ، وَحَيَّة الحَماط، وَشَيْطَان الحَماط، إِذَا كَانَ نِهَايَةً فِي الدَّهَاءِ وَالْخُبْثِ وَالْعَقْل.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الدَّاهِيَةِ: إِنَّك لإِحْدَى الكُبَر وَصَمَّاء الْغَبَر وَهِيَ الْحَيَّةُ تَسْكُنُ قُرْب مُوَيْهة فِي مَنْقَعٍ فَلا تُقْرَبُ، وَفُلانٌ دَاهِيَةٌ الْغَبَر إِذَا كَانَ نهاية فِي الدَّهَاءِ وَالإِرْب.