* وأنا أسوقُ حُجج المانعين، ثم أنظر فيها، والله المستعان.
1 - قال ابنُ معين: "ابن ثمان سنين يحفظُ شيئًا"؟!
2 - قال ابنُ أبي حاتم لأبيه: "يصح لسعيد سماعٌ من عمر؟ قال: لا، إلا رؤيةً، رآه على المنبر ينعي النعمان بن مقرن".
وقال أبو حاتم أيضًا: "سعيد عن عمر، مرسلٌ يدخل في المسند على سبيل المجاز"!
3 - قال الواقديُّ: "لم أر أهل العلم يصححون سماعه من عمر".
4، 5 - وكذا نفى سماعه ابنُ القطان، والمنذريّ.
6 - شيخنا الألباني: فقال في "أحكام الجنائز" (ص 51): ". . . بل ذهب -يعني الحافظ- إلى أنه سمع من عمر". ثم قال في الحاشية: "قلت: وفيما ذكره عن عمر نظر لا يتسع المجالُ لبيانه".
* قُلْتُ: ولا أجد في كلام المانعين تفسيرًا لعدم تصحيحهم لسماع ابن المسيب من عمر إلا ما ورد في كلام يحيى بن معين من أن سعيدًا كان صغيرًا -ابن ثمان سنوات- يوم مات عُمر. فقد صحَّ عن سعيد أنه قال: "ولدتُ لسنتين مضتا من خلافة عمر".
* فأقولُ: صحة السماع إنما تقاس باعتبار التمييز- كما عليه النقاد من أهل الحديث.
* وقد أسند الخطيب في "الكفاية" (62) عن يحيى بن معين، قال: "حدّ الغلام في كتابة الحديث أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة". فهذا كان مذهبًا ليحيى بن معين وجماعة من أهل العلم، بل قال بعضُهم: لا يكتب الحديث إلا عند عشرين سنة! وقد ضعّفه الخطيب فقال (ص 55): "قد حفظ