[أسانيد السدي في تفسير القرآن]

* وبيقي الكلام على بقية أسانيد التفسير، فاعلم أنَّ السدي يروي تفسيره بعدة أسانيد وبيانها هكذا:

1 - السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس. [وهذا إسنادٌ جيدٌ]

2 - السدي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. [وهذا إسنادٌ ضعيفٌ]

3 - السدي، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود. [وهذا إسنادٌ جيدٌ]

4 - السدي، عن ناسٍ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. [وهذا إسنادٌ ضعيفٌ] فأَمَّا الإسناد الأول: فأبو مالك هو الغفاري، واسمه غزوان وثَّقه ابنُ معين، وابن حبان، وقال ابنُ سعد (6/ 295): "كان قليل الحديث". وأَمَّا الإسناد الثاني: ففيه أبو صالح، وهو مولى أم هانئ، واسمه باذام. ويقال: باذان. وفيه كلام كثير. والصواب في حالة أنه ضعيفٌ، وهو يروي في التفسير ما لم يتابعه أهل التفسير عليه، كما قال ابنُ عديّ، لكنه متابع بأبي مالك الغفاري. وأَمَّا الإسناد الثالث: فمرة الهمداني هو ابن شراحيل، وهو من كبار التابعين الثقات. وأَمَّا الإسناد الرابع: فمنقطع فإن السدي لم يدرك أحدًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ [وفي التصويب في "تفسير ابن كثير" (ج 2/ 599): وقد ثبت أنَّ السدي أدرك أنس -رضي الله عنه-]

* وجملة الكلام أنَّ السدي يروي تفسير القرآن عن اثنين من التابعين عن ابن عباس، وعن تابعيِّ واحدٍ عن ابن مسعود، ومن رواية نفسه عن ناس من الصحابة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015