* لكن قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 310): وقيل: إن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من ابن مسعود.
* قلتُ: وهذا القول خطأ من قائله، وقد دللت على ذلك في تخريج حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" ولله الحمد.
* ويكفي الآن قول البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 3/ 73)، وفي "الصغير" (1/ 201): سمع عليًّا وعثمان وابن مسعودٍ.
* والبخاريُّ حجةٌ في هذا الباب. والله أعلم. تفسير ابن كثير ج 1/ 405
[بحث سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عثمان وعليّ وابن مسعود رضي الله عنهم]
[حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"]
* أما قول شعبة: "لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان" فقد روى هذه المقالة عنه يحيى بنُ معين في "تاريخه" (4/ 67)، ومن طريقه الهيثم بنُ كليب في "المسند" (ق 83/ 2) فلا شك في غلط هذا القول، فقد ولد أبو عبد الرحمن السلمي في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعرض على عثمان وعليٍّ وابن مسعود، كما قال أبو عَمرو الدَّاني.
* وقد وقع في رواية شعبة: قال سعد بنُ عبيدة: أقرأَ أبو عبد الرحمن خلافة عثمان إلى أن توفي في إمرة الحجاج"، وما بين آخر خلافة عثمان إلى أول ولاية الحجاج العراق: ثمانٍ وثلاثون سنة، وكانت مدةُ إقراء أبي عبد الرحمن السلمي أربعين سنة كما أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 563)، وأحمد في "الزهد" (366)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 192)، قالا: حدثنا يحيى بن آدم، حدثني عبد الرحمن بن حميدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأَ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنةً" فعلى هذا يكون بدءُ الإقراء في السنتين الأخيرتين من خلافة عثمان، ولا يتصدى للإقراء -في العادة- إلا من هو في