عبد الله بن العلاء، قال: ثنا أبو سلام قال سمعت عَمرو بن عبسة، فذكر مثله. أخرجه الحاكم (3/ 616 - 617). ومحمد بنُ شعيب بن شابور كيِّس عاقل من ثقات الشاميين.

* فإذا أضفت إلى صحة الإسناد أنَّ أبا سلام شاميٌّ، وكذلك عَمرو بن عبسة، ولا يمتري أحدٌ في معاصرة أبي سلام لعمرو وأبو سلام غير مدلس.

* أقول: إذا اعتبرت هذا جزمت بصحة السماع.

* يضاف إلى هذا أن البخاري، وهو حجةٌ في هذا الباب، روى هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 58)، قال: وقال سليمان بنُ عبد الرحمن: نا الوليد ابنُ مسلم، قال: أخبرني عبد الله بنُ العلاء: سمع الحبشي -أراه أبا سلام-، قال: حدثني عَمرو بن عبسة، قال: صلى بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بعير. . نحوه.

* ومن عرف طريقة البخاري في "تاريخه" علم أنه أورد مثل هذا الإسناد لإثبات السماع.

* أما قول أبي حاتم: "إنما يروي عن أبي أمامة، عنه" فيشير إلى الحديث, الذي رواه أبو سلام، عن أبي أمامة، عن عَمرو بن عبسة، وذكر قصة إسلامه. وهو عند أبي داود (1277)، والحاكم (3/ 617) مختصرًا، والطبراني في "مسند الشاميين" (806، 863)، وأبي نعيم في "الدلائل" (198). وصححه الحاكم، ووافقه الذهبيُّ.

* فنقول: مثل هذا الإسناد لا يكون حجةً في إثبات الانقطاع إنما يكون أمارةً.

* والراوي قد يروي عن شيخه مباشرة، وقد ينزل، فيروي عن رجلٍ عنه، وهذا كثيرٌ جَّدًا في الأسانيد، فلم يأت أبو حاتم بحجة مقنعةٍ لتثبيت قوله.

* وقد روى الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" أحاديث أخرى مسلسلة بالسماع، وانظر الأرقام (803، 863). التسلية / رقم 31؛ وانظر: تنبيه 9/ رقم 2124

طور بواسطة نورين ميديا © 2015