قيل لأبي القطوف وَكَانَ يُفْتِي وَيحدث ويقص وَهُوَ قَاضِي حران: مَا ترى فِي السماع؟ فَقَالَ: أما على الْخَسْف فَلَا. وَقيل لَهُ: مَا تَقول فِي نَبِيذ الْعَسَل؟ قَالَ: لَا تشربه. قيل: وَلم؟ أحرام هُوَ؟ قَالَ: بل هُوَ نعْمَة لَا تقوم بشكرها. وَقيل لطربال: مَا تَقول فِي الْإِبِط يمس، أيتوضأ مِنْهُ؟ قَالَ: يَا بن أَخ، كَمَا يكون الْإِبِط يغْتَسل مِنْهُ.
وَكَانَ أَبُو سِنَان السدُوسِي يَقُول: فلَان عِنْدِي أكفر من رامهر مز وَبكى حوله وَلَده وَهُوَ يُرِيد مَكَّة فَقَالَ: لَا تبكوا، بِأبي أَنْتُم، فَأَنِّي أُرِيد أَن أضحي عنْدكُمْ. وَقَالَ: تزوجت امْرَأَة مخزومية عَمها الْحجَّاج بن الزبير الَّذِي هدم الْكَعْبَة.
من عَاشَ خمسين سنة لم يَعش شَيْئا
قَالَ أَبُو عُثْمَان: وَكَانَ عندنَا قاص يُقَال لَهُ: أَبُو مُوسَى كوش فَأخذ يَوْمًا فِي ذكر قصر أَيَّام الدُّنْيَا وَطول أَيَّام الْآخِرَة، وتصغير شَأْن الدُّنْيَا وتعظيم شَأْن الْآخِرَة، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي عَاشَ خمسين سنة لم يَعش شَيْئا وَعَلِيهِ فضل سنتَيْن! قَالُوا: وَكَيف ذَاك؟ قَالَ: خمس وَعِشْرُونَ سنة ليل هُوَ نَائِم فِيهَا، لَا يعقل قَلِيلا وَلَا كثيرا، وَخمْس سِنِين قائلة، وَعِشْرُونَ سنة إِمَّا أَن يكون صَبيا، وَإِمَّا أَن يكون مَعَه سكر الشَّبَاب وَهُوَ لَا يعقل؛ وَلَا بُد من صبحة بِالْغَدَاةِ، ونعسة بَين الْمغرب وَالْعشَاء،