قيل لبَعْضهِم: أَي الطَّعَام آثر فِي نَفسك؟ قَالَ: مَا لم أنْفق عَلَيْهِ. قيل لبَعْضهِم: كل من قدامك. فَقَالَ: أَتَرَى من خَلْفي هُوَ ذَا آكل؟ سمع ابْن المغنى مغنياً يُغني: أشارت بمدراها، وَقَالَت لتربها ... أَهَذا المغيري الَّذِي كَانَ يذكر؟ فَقَالَ: سذابة فِي رَأس جدي قد عمل سلافة أحسن من مدراها. كَانَ بَعضهم إِذا دعِي فَقدم الخوان كَانَ أول من يتَقَدَّم، ثمَّ يَقُول: " وعجلت إِلَيْك رب لترضى ". قيل لبَعْضهِم: التَّمْر يسبح فِي الْبَطن. فَقَالَ: إِن كَانَ التَّمْر يسبح فاللوز ينج يُصَلِّي فِي الْبَطن تراويح. قيل لآخر: كَيفَ أكلك؟ قَالَ: كَمَا لَا يُحِبهُ الْبَخِيل. سمع آخر خشخشة الْخلال فَأمْسك، فَقيل لَهُ: كل. قَالَ: حَتَّى يسكن هَذَا الإرجاف. قيل لوَاحِد: لم أَنْت حَائِل اللَّوْن؟ . فَقَالَ: للفترة بَين القصعتين، مَخَافَة أَن يكون الطَّعَام قد فني. قَالَ بَعضهم: كنت أَمر فِي بعض أَزِقَّة بَغْدَاد إِذْ صِيحَ: الطَّرِيق الطَّرِيق فالتفتّ فَإِذا بِإِنْسَان مَحْمُول على محفة، فَقلت: مَا أَصَابَهُ؟ قيل: أكل الهريسة فأعجزته عَن الْمَشْي وَالْحَرَكَة، وَنحن نحمله إِلَى منزله. دخل الْعَبْدي على قوم يَأْكُلُون، فَقَالُوا لَهُ: هَلُمَّ. فَقَالَ: قد أكلت، ثمَّ جلس يعظم اللُّقْمَة ويبادر بالمضغ، فَقيل لَهُ: أَلَسْت قد أكلت؟ . فَقَالَ: الْكَذِب يمرئ، وَنعم الشَّيْء الحموضة للخمار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015