ذكر الله». وقال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. فلو استوعب دهره بالقراءة والتسبيح وسائر أنواع الذكر، ما كان عليه من جناح، بل كان محمودًا، ما لم يشق على نفسه أو يقصر في أداء حق لله أو واجب للخلق، ولذا نهى عليه الصلاة والسلام عن الوصال، وأخبر أن خير الصيام صيام يوم وإفطار يوم، وفي الصحيحين: (?) عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «من هذه؟» قلت: فلانة لا تنام بالليل، فذكر من صلاتها، فقال: «مه عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يمل حتى تملوا».

وأخرج البخاري: (?) من طريق عون بن أبي جحيفة، عن أبيه (?)، قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صدق سلمان».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015