تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}.
[الأعراف: 205]
وفي الصحيحين: (?) أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا معه في سفر. فجعلوا يرفعون أصواتهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، وإنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وهذا الذي ذكرناه في الصلاة عليه والدعاء، مما اتفق عليه العلماء، فكلهم يأمرون العبد إذا دعا أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يدعو، لا يرفع صوته بالصلاة عليه أكثر من الدعاء، سواء كان في صلاة، كالصلاة التامة، وصلاة الجنازة، أو كان خارج الصلاة، حتى عقيب التلبية فإنه يرفع صوته بالتلبية، ثم عقيب ذلك يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو سرًا، وكذلك بين تكبيرات العيد إذا ذكر الله، وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه وإن جهر بالتكبير لا يجهر بذلك. ا. هـ.
وقال ابن القيم في كتابه الكلام على مسالة السماع (?) ما نصه: الوجه العاشر: أن رفع الأصوات بالذكر المشروع مكروه؛ إلا حيث جاءت به السنة ... الخ.
وقال السرخسي في المبسوط (?) ما نصه: والمستحب عندنا في الأذكار والدعاء الخفية إلا فيما تعلق بإعلانه مقصود كالأذان للإعلام، والخطبة للوعظ، وتكبيرات الصلوات لإعلام التحرم والانتقال والقراءة لإسماع المؤتم. ا. هـ.